تناول الباحث وجود الخيل، وأثر الخيل والفروسية في حياة العرب من شتى جوانبها، خاصة في أدبهم وطباعهم وقتالهم، وأثر الفروسية العربية في الشعوب الأوروبية، وقد رجع للمصادر التراثية والحديثة عن الخيول والفروسية العربية. وقد استهل ببيان مكانة الخيل عند العرب، وذكرها في أشعارهم متغنين برشاقتها واحترامها، ومشاركتها العرب في أمجادهم وانتصاراتهم، وعدَّها أكثم بن صيفي حصون العرب وأوصى بإكرامها، كما تناول انتشارها بين العرب، في العصر الجاهلي، وأوضح أنه كان للفروسية والفرسان عند العرب المقام الأكبر، وكان الدفاع عن الضعيف والانتصار للمرأة والشهامة وسواها من الصفات الرفيعة التي افتخر بها فرسانهم، وسجلوها في أشعارهم، وكانوا يعلمون الناشئة ركوب الخيل وفن الفروسية، والعرب منذ القديم فرسان كماة، وقد سجلت آثارهم سير فرسانهم المشاهير وبطولاتهم وبسالتهم وانتصاراتهم، ومنهم عنترة العبسي، وربيعة بن مكرم، وعامر بن مالك المعروف بزيد الخيل، وعامر بن الطفيل، وعمرو بن معدي كرب، ومهلهل بن ربيعة التغلبي، ومعاذ بن صرم الخزاعي. وفي عهد الإسلام نالت الخيل الاهتمام، وقد ورد ذكرها كثيرًا في آي القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، ويكفيها قدرًا أن أقسم بها رب العزة سبحانه في قوله {والعاديات ضبحا} ، وأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة..)، وحث على تعليم أبناء المسلمين الفروسية بقوله {علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل}، وكان للرسولصلى الله عليه وسلم ثمانية عشر فرسًا أشهرها لـزاز، ولحـاف، والمرتجـز، والسـكب، واليعسوب، وكـان عمـر بن الخطـاب ــ رضي الله عنه ــ من أشهر فرسان الصحابة، ومن فرسان المسلمين أيضًا معن بن زائدة، وأبو دلف العجلي، وعمر بن منيف، وقد عني خلفاء المسلمين بالخيل، وأكرموا الفرسان. ثم تناول مواصفات الخيل العتاق، وتحدث عن تأثر الغربيين بأخلاقيات الفروسية العربية، واختتم المقالة بعرض أدبيات الخيل والفروسية
|