دراسة وثائقية لأحوال شرق الجزيرة العربية وفكر حكامها وسياساتهم في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وهدف كاتبها إلى توضيحها وإعطاء صورة عن مواقف حكام المنطقة المدروسة وأهلها تجاه سياسة الدول الأجنبية ومصالحها، وقد اعتمد على محتويات رسالتين، تعود الأولى إلى سنة ????/1882م، ويُحتفظ بها في أرشيف مكتبة حكومة الهند في لندن، والثانية برقية أرسلها الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني سنة 1904م إلى السلطان العثماني في إستانبول، وهي محفوظة في دار الأرشيف الألماني في بون، وكان مسرح احداث الرسالة الأولى البدع (الدوحة) التي ازدهرت كمركز تجاري مستقر على الخليج العربي في عهد الشيخ قاسم بن محمد آل ثاني، وجذب وضعها المزدهر الهنود البانيان في وقت كان قد استقر للبريطانيين الحكم في الهند، وقدموا بوصفهم رعايا بريطانيين متمتعين بالحماية البريطانية، التي اتُخذت في كثير من الأحيان ذريعة لامتداد النفوذ البريطاني، وفي أواخر سنة ????م ضاق الشيخ قاسم بنشاط التجار الهنود ومعاملاتهم المالية الربوية ذرعًا، وأرسل سنة 1882م إلى المقيم البريطاني في بوشهر معربًا عن رغبته الملحة في رحيلهم، واستطاع في يوليو سنة 1882م إخراجهم إلى البحرين، فطلبت حكومة الهند البريطانية إلى الشيخ قاسم دفع غرامة ثمانية آلاف روبيه لقاء تسفيرهم، وقدم المقيم البريطاني بمركب حربي وبعد مفاوضات طويلة حصل على الغرامة، وتكشف المراسلة حول قضية الهنود البانيان الدور الذي كان لبومباي في تاريخ الخليج الحديث، ووصول الأخبار العربية عن طريقها إلى الخليج وتجاوب أهله مع ما يجري في أقطار الوطن العربي الأخرى. أما الرسالة الثانية فقد نقل نصّها المُبرق القنصلُ الألماني في بيروت حين كتب إلى وزير خارجية بلاده في برلين، وقد أبرق الرسالة أميرُ قطر في 16/ ??/1904م إلى السلطان العثماني في إستانبول، وإلى والي البصرة ينصحه فيها بعدم مقاتلة ابن سعود، ويوضح له "أن سكان نجد لم يفعلوا أكثر من واجبهم وهو استعادة بلادهم حسب التقاليد العربية بعد أن جعل ابن الرشيد من نفسه حاكمًا هناك"، وهكذا توضح الرسالة موقف أمير قطر المساند للملك عبدالعزيز، وتفيد وثائق أخرى أن قطر كانت مصدرًا رئيسًا للسلاح الحديث إلى الرياض
|