بحث الكاتب علاقة الحروف العربية بصناعة الحاسوب وعمله، وحدد غايته بأنها إثارة الاهتمام بموضوع الدراسة، والبحث عن سبيل لتطوير المحارف العربية، ورجع إلى البحوث ووقائع المؤتمرات التي عالجت قضية استخدام الحاسوب في المكتبات العربية، واستخدام الحروف العربية في أعمال الحاسوب والمحارف، وعرض للجهود المبذولة في هذا الصدد؛ واستهل بمناقشة أبعاد القضية المشار إليها، وعلاقتها بمؤسسات الاستخدام، وشركات تصنيع الحواسيب، وما يتبعها من أجهزة طباعة واتصال، وواضعي البرامجيات والنظم ولغات البرمجة، ومختصي اللغة واللغويات، والتوثيق والمعلومات؛ ثم حلل عناصر هذه القضية التي تشمل افتقاد مجموعة معيارية من التمثيلات العربية الملائمة لاستخدامها في برامجيات الحواسيب والطابعات الحاسوبية والإلكترونية وغيرها، ويكون من شأنها التعامل بكفاية عالية في معالجة النصوص العربية؛ ثم تناول خصائص حروف الهجاء العربية الأساسية التي تضم ثمانية وعشرين حرفًا، مع أن الكتابة العربية في صورها المختلفة تحتاج من الأشكال المتصلة والمنفصلة للحروف أضعاف العدد المذكور، نظرًا لتعدد شكل الحرف الواحد في الطباعة أو الكتابة أو المعالجات الحاسوبية، ثم عرض للاحتياجات الفنية أو الجمالية للحرف العربي، واحتياجات الشكل؛ وتطرق إلى ما بذل من جهود محلية وعربية ودولية للتعامل مع القضية بجميع عناصرها، ورأى ما أسفرت عنه هذه الجهود من ازدواجية في العمل وتضارب أو تباين في أشكال كثير من الحروف العربية المقترحة، وأشار إلى أن هذه الجهود ظهرت في مصر، والعراق، والمغرب، والمملكة العربية السعودية، وأما الجهود الإقليمية فخير من مثلها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وأما الجهود الدولية خارج نطاق الوطن العربي فظهرت في الولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا، وخلص إلى أنه ينغي أن يؤخذ في الحسبان تطويع التجهيزات والبرامجيات لاستيعاب احتياجات الحروف العربية، وليس العكس.
|