دراسة لتاريخ الملك عبدالعزيز ومرئيات لورنس حول شخصيته ومساعيه وقوته، اعتمد كاتبها على كتابات لورنس الموجهة للخارجية البريطانية، والكتب عن تاريخ نجد، وشبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبدالعزيز. وقد استهل الكاتب دراسته بعرض سيرة الملك عبدالعزيز ونضاله لبناء دولته على أساس من الإيمان؛ ثم عرض لمراسلات لورنس سنة 1919م، التي دارت محتوياتها حول الملك عبدالعزيز، وتناول الكاتب موقف الملك عبدالعزيز من العثمانيين وتعامله معهم تعاملاً صدر عن إحساس عميق بالمسؤولية نحو شعبه وأمته، وأشار إلى توضيحه لآرائه لوالي البصرة العثماني سنة 1330هـ/ 1912م، ويتبين من آراء الملك عبدالعزيز أنه لم يعمل أو يفكر بالمشاركة في القضاء على الإمبراطورية العثمانية، بل سعى وسط المعطيات الدولية السائدة وقتئذٍ إلى إحداث تغيير في السياسة العثمانية يعكس المنفعة المشتركة للعرب وللأتراك على حد سواء، انطلاقًا من وعيه بأبعاد التضامن الإسلامي الحضارية، وكان مستعدًا للتصرف إذا ما ضربت الدول الاستعمارية قوة العثمانيين؛ لذلك فإنه حين شعر أن بريطانيا كانت تخطط للاستيلاء على الأحساء، سارع بذكائه وبديهته وحكمته فضمها إلى كيان دولته الفتية، كما بادر إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات للحفاظ على ديار المسلمين المقدسة في الحجاز من التفتت والضياع، فتحمل مسؤولية حكم مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولمّ شملهما مع نجد. ثم أوضح الكاتب ما أفصحت عنه الوثائق البريطانية من أنه لم يكن من المصلحة البريطانية معاداة قوة الملك عبدالعزيز المتزايدة
|