دراسة صرفية يتناول كاتبها ظاهرة الاشتقاق في اللغة العربية بغية كشف معناه وطريقته وأصله وخصائصه، وقد رجع للدراسات عن اللغات السامية، وقواعد اللغة العربية، ومعاجمها، واستهل ببيان أهمية اللغة العربية التي تنزل القرآن بها، وحفظها الله ــ تعالى ــ في كتابه العزيز، وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أفصح العرب وأبلغهم، وفي كلام أصحابه رضوان الله عليهم، وفي البقية الباقية من شعر العرب، وكلام الأعراب التي امتلأت بها معاجم اللغة وكتبها، وفي دراسة الباحث لظاهرة الاشتقاق، فإنه يعرض أسلوبًا في استخدام اللغة لتكون أداة للبحث التاريخي الحضاري، ثم درس معنى الاشتقاق بوصفه أخذ صيغة من أخرى مع اتفاقهما معنى ومادة أصلية وهيئة تركيب لها ليدل بالثانية على معنى الأصل، بزيادة مفيدة، لأجلها اختلفا حروفًا أو هيئة، كضارب من ضرب، وحذِرٌ من حذر، ثم تناول طريقة الاشتقاق، وأوضح أن طريق معرفته تتم عن طريق تقليب تصاريف الكلمة، حتى يرجع منها إلى صيغة هي أصل الصيغ كضرْب فإنه دال على مطلق الضرْب فقط، أما ضارب ومضروب ويضرب واضرب فكلها أكثر دلالة وأكثر حروفًا، وضرب الماضي مساوٍ حروفًا وأكثر دلالة، وكلها مشتركة في "ض ر ب" وفي هيئة تركيبها، وهذا هو الاشتقاق الأصغر، أما الاشتقاق الأكبر فهو الذي يُحتفظ فيه بالمادة دون الهيئة مثل "ق و ل" و"و ل ق"، وقد أهملت العرب هذا النوع من الاشتقاق، وعنيت هذه الدراسة بالاشتقاق الأصغر الذي بُنيت عليه مادة اللغة العربية كلها، ثم تطرق الباحث إلى غلبة التصور المنطقي على عقلية الذين وضعوا القواعد النحوية والموازين الصرفية، وتحدث عن اختلاف الكوفيين والبصريين في أصل الاشتقاق هل هو الفعل أو المصدر، وتناول وقوع الاشتقاق في العربية في الأسماء والأفعال والحروف، ثم تناول أيضًا نظرة الباحثين المحدثين إلى مرونة الاشتقاق في العربية، والمزايا اللغوية في الاشتقاق، التي تبين عظمة العقلية العربية واتساعها ورقيها وإبداعها، وتوضح أن اللغة العربية هي شاهد تاريخي موثوق به على حضارة العرب ورقي فكرهم
|