تناولت المقالة سيرة أبي القاسم محمود بن عمر جار الله المعروف بالزمخشري، وآراءه العلمية في تفسير القرآن، للتعريف بمنهجه في التفسير وموقفه من النظم القرآني، وقد رجع فيها إلى القرآن الكريم وتفاسيره، والكشاف للزمخشري، وكتب البلاغة والنحو. وقد مهّد بالتعريف بشخصية الزمخشري واعتزاله، ثم جرى تناول نظرية النظم القرآني عند عبدالقاهر الجرجاني الذي أرجع سر الإعجاز إلى مراعاة النظم النحوي، وقد تأثر الزمخشري بآراء عبدالقاهر، وتولّى تفصيل قضية النظم في تفسير الكشاف، فوقف عند آيات الذكر الحكيم آية آية ليتبين ما يتعلق بكل نص قرآني من مسائل المعاني والبيان، وقد تناول الآيات القرآنية تناولاً منسجمًا مع آرائه الكلامية انسجامًا متفقًا مع أسرار القول البياني دون اعتساف. وتناول النص الشريف من شتى نواحيه، فوقف عند الحرف في الكلمة، والكلمة في الآية، والآية في السورة وقوف من ملك موازين البيان. ويرى الكاتب أن الزمخشري حيث يعرض للقرآن من الوجهة الإعرابية لا ينساق وراء صناعته النحوية فيتحيف جانب المعنى، وإنما يجعل رائده المعنى حيثما كان هناك تقدير إعرابي وهو يعالج النحو القرآني من الناحية التي تخدم تفسير القرآن وتنسق معانيه. والزمخشري يضع نصب عينيه المعاني القرآنية وتناسقها حينما يعرض لحكم إعرابي. وخلص الكاتب إلى أن الزمخشري كان يجعل النحو خادمًا للمعنى، وكان إعرابه تابعًا لمعانيه المشرقة التي تملأ النفس ضياء وهدى.
|