تناولت المقالة الجانب الغنائي للشعر العربي، وهدف كاتبها فيها إلى توضيح عناصر هذا الجانب وبخاصة: طريقة إلقاء الشعر وإنشاده، ونغماته، واستند فيها لمراجع أدبية وموسيقية، واستهلّ بالحديث عن التفعيلة الشعرية العربية ودور الخليل بن أحمد الفراهيدي في تقنينها، ثم تناول مفهوم إنشاد الشعر وإطاره الموسيقي بما فيه من عذوبة الألحان، وساق وجهة نظر ابن رشيق بأن أوزان الشعر هي قواعد الألحان، وأن الأشعار هي معايير الأوتار. ثم تطرق لما كان للعرب من لحون ولهجات تظهر على أشعارهم، وتتغير بتغير بحور الشعر، ثم تطرق إلى الحديث عما اعتاده بعض الناس من قراءة الشعر قراءةً مرسلة يعوزها الإنشاد، ويفقدها عذوبة الغناء، وتناول رأي "ماركري بريستول" الذي يميز بين الشعر الماثل للعين مما هو مكتوب، وبين الشعر الماثل للأذن عن طريق الصوت والنغمة، وعالج الصوت في الشعر وما له من أهمية تتجاوز أهمية الشكل المادي الخارجي، وتحدث عما أورده الأصفهاني في كتابه "الأغاني" من الكثير عن أصوات الشعر وأوصافها وأنواع الألحان، ثم تطرق إلى "النوتة" التي تعبر عن درجات الصوت وتردداته، وبيّن أهمية تدوينها حفظًا للتراث الموسيقي الغنائي، وخلص إلى أن الشعر العربي قد ولد في حضن الغناء أو العكس؛ لأن الشعر هو الغناء والغناء هو الشعر، وأن طرق الإلقاء المرسل للشعر قد عزلت الموسيقا عن الشعر
|