دراسة تاريخية لعروبة مدينة القدس، ومعاملة المماليك الإنسانية للرهبان في القدس، وهدف كاتبها إلى التعريف بتاريخ القدس العربي وحق العرب المسلمين فيها، ومعاملتهم الحسنة لمسيحييها من خلال بحث الوصايا والمواثيق التي أعطاها المسلمون لهم، وقد رجع فيها إلى كتاب الله العزيز، ثم إلى التوراة والإنجيل، والوثائق الإسلامية، والمصادر التاريخية المتصلة بموضوع الدراسة. وقد استهل بالحديث عن إنشاء العرب للقدس من قديم، والتاريخ العربي الإسلامي المشرق للمدينة، وتناول فتح عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - للقدس والأمان الذي أعطاه لأهلها على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم، وقد عرض وثيقة مزيفة من كتاب الأمان ودلّل على أسباب زيفها بقرائن عديدة من مضمونها وألفاظها وأسلوبها وتأريخها، ثم تطرق إلى معاملة المماليك للرهبان في القدس، حيث كانت معاملة إنسانية سمحة حسنة، ثم استشهد بكتاب السلطان المملوكي برقون المتوفى سنة 1398م، وهذا الكتاب مؤرخ في 19 شوال 790هـ، ويأمر بعدم التعرض لرهبان كنيسة دير حجون بالقدس الشريف، ثم ذكر مراسيم أخرى من السلطان برقوق، ومرسومًا من جقمق، وآخر من الملك الظاهر، وتدل هذه المراسيم جميعًا على حرص المماليك على حسن معاملة رهبان القدس وتوفير العيش الآمن لهم، وعدم التدخل في شؤونهم وأملاكهم وتنقلاتهم، ثم تناول نشأة دولة المماليك وسيطرتهم وقوتهم الحربية التي أوقفت تقدم المغول وأقصت الإفرنج عن سورية ومصر، وقد تطرق لاهتمام المماليك بالفنون والعمارة، ثم تناول نظام الحكم عندهم، وما آل إليه أمر دولتهم من انحطاط وضعف، ولكن رغم ذلك ظلوا محافظين على مواثيقهم وعهودهم التي منحوها للرهبان
|