دراسة جغرافية إدارية لمناطق الدولة الإسلامية عبر عصورها المختلفة، وقد ضمّ تقسيمها العام شطرين، أولهما: أقاليم العرب، وثانيهما: أقاليم العجم، فأما أقاليم العرب فقد ضمّت سبعة أقاليم، منها جزيرة العرب بمناطقها المعروفة، ثم إقليم المغرب ويشمل جميع المنطقة الممتدة من برقة إلى البحر المحيط أو المحيط الأطلسي، ومن الجغرافيين من يضم الأندلس إليه ويجعلهما إقليمًا واحدًا، ويمتد الجانب الشرقي منه وهو المغرب يمتد من برقة حتى السوس الأقصى ويشمل ليبيا، وتونس، والجزائر، والمغرب الحالية، ويشمل الجانب الغربي الأندلس، ويعدّ تقسيم ابن حوقل مناسبًا حيث جعل الأندلس إقليمًا منفصلاً، وجعل المقدسي جزيرة صقلية ضمن كور المغرب، وكان المغرب في القرنين الثالث والرابع الهجريين ينقسم إلى ست كور: برقة، وأفريقية، وتاهرت، وسجلماسة، وفاس، والسوس الأقصى، ثم إقليم الأندلس الذي يضم معظم شبه جزيرة إيبريا التي خضعت للمسلمين في الفترة بين سنتي 711 و720 للميلاد، واختلفت تقسيماته الإدارية وعدد كوره تبعًا لتمدد مساحته أو انكماشها، وقسم الأندلس بعد الفتح العربي إلى ستة أجناد، واتُخذت إشبيلية أول عاصمة عربية للأندلس، ثم تحولت العاصمة إلى قرطبة في عهد الوالي الأموي السمح بن مالك الخولاني، ثم إقليم، أوديار مصر التي اتسمت حدودها بثبات نسبي، وقد حافظ العرب بعد الفتح على الحدود الإدارية لمصر التي كانت تنتهي جنوبًا عند أسوان، واقتضى النظام الزراعي في مصر تقسيمها إلى وحدات إدارية لأغراض الإفادة الأراضي وجباية الضرائب والإدارة، وقُسمت إلى مصر العليا أو الصعيد ومصر السفلى أو الوجه البحري، وكانت الواحات الغربية ملحقة بمصر العليا، ثم إقليم الشام ومرّ بمراحل مختلفة من التقسيم الإداري، حيث قسم إلى أجناد، ثم إلى كور ثم إلى قواعد أو أعمال، ثم إقليم العراق بقسميه الشمالي ومعظمه مراعٍ، والجنوبي وأرضه رسوبية خصبة، ثم إقليم الجزيرة ويقع في القسم الشمالي من سهول ما بين النهرين، وأما أقاليم العجم فضمت عشر أقاليم هي: خوزستان، وأرضها رسوبية شكّلها نهر قارون وروافده الكثيرة، وتنقسم إلى سبع كور، وفارس وتضم ست كور، وإقليم كرمان الذين ينقسم إلى خمس قصبات، والسند وتضم ست كور، وإقليم الجبال الذي يضم خمس كور، وإقليم الديلم ويضم أربع كور، وإقليم الرجاب الذي يضم أذربيجان، والران، وأرمينية، وخراسان وفيها أربع كور، وسجستان وفيها أربع كور، فإقليم ما وراء النهر ويشمل سبع كور تقع وراء نهر جيحون