تناولت المقالة أخبار زرقاء اليمامة وهدف كاتبها إلى التحقق من صحتها، وبيان الظروف التاريخية والجغرافية المحيطة بها، وقد استهلها بذكر الإطار التاريخي لقصة زرقاء اليمامة، التي وقعت أحداثها قبل 250سنة قبل الميلاد في منطقة اليمامة التي كانت تُعرف بِجَوّ، وهي الآن واحة العارض، وكان سكانها من قبيلتي طسم وجديس من العرب العاربة، وقد تجاورتا في جوّ، وتوحّدتا في عهد ملك طسم المدعو عمليق أو عملوق بن هباش، وقد أذاق جديس الذل، فانبرى له الأسود بن غفار مع أخته عفيرة وقتله وأعوانه، ونجا منهم رياح بن مرة أو رباح، فذهب إلى حسان بن تبع بنجران، فاستغاث به فخرج حسان قاصدًا جديس، وكان لرباح أخت متزوجة في جديس يقال لها اليمامة لم يوجد من هو أبصر منها، فخشي أن ترى جيوش حسان وأن تنذر القوم بقدومها، فأشار رباح على حسان أن يقطع كل رجل شجرة ويجعلها أمامه ويسير وهي في يده فأمرهم حسان بذلك ففعلوا، وقد أبصرتهم اليمامة وأخبرت جديس بقدومهم فكذبوها، وصبحهم حسان فأبادهم وخرب بلادهم وأمر بإحضار الزرقاء ففقئت عيناها، هذا مجمل القصة لكن هناك تفاصيل وإضافات أخرى إليها، ثم أشار الكاتب لعدم ذكر شخصيات القصة في كتب الأنساب؛ كما ذكر أن البلاذري قد ذكر سببًا آخر لغزو حسان لجديس ذلك أنها منعت خرجًا كان عليها، ثم تحدث عن اسم الزرقاء، فنقل أنه نسبة إلى الزرقة في عينيها ولم تكن متفردة في ذلك، وتذكر مصادر أن اسمها اليمامة بنت مرة، وقال ياقوت أنها اليمامة بنت سهم بن طسم، ورأى الجاحظ أنها عنز وهي من بنات لقمان وكذلك كان رأي ابن منظور والأصمعي، وناقش الكاتب صحة حكاية زرقاء اليمامة وأعرب عن شكه في حقيقتها وأنها في رأيه محض خيال، لأن الرؤية التي كانت تتمتع بها الزرقاء على مسافة نحو 59 كيلاً أمر مشكوك فيه، كما أن حمية العربي تمنع رياح بن مرة أن يقف متفرجًا وحسان يفقأ عيني أخته، وكذلك فإن إغفال كتب الأنساب ذكر شخصيات القصة يرجح عدم وجودهم حقيقة.
|