تناولت المقالة كلمة "قرآن"، وهدف كاتبها إلى بيان أصلها الاشتقاقي وعربيتها؛ وقد رجع إلى كتب علوم القرآن والقراءات وما كتب عن هذه اللفظة؛ واستهل بمناقشة اشتقاق اللفظة وكتابتها واختلاف الآراء، فأورد أنها عند بعض العلماء مهموزة، وعند الشافعي والفرّاء والأشعري تكون بغير همز، وقرأ لفظة "القرآن" غير مهموزة عند قارئ أهل مكة المكرمة في زمانه إسماعيل بن عبدالله بن قسطنطين آخر أصحاب ابن كثير، وعن أبي بكر بن مجاهد أنه قال: كان أبو عمر بن أبي العلاء لا يهمز القرآن، وكان يقرأه كما روي عن ابن كثير، ويقول الشافعي: إن لفظة القرآن المعرف ليس مشتقًا ولا مهموزًا بل ارتُجل ارتجالاً ووضع علمًا على الكلام المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلم تُؤخذ من كلمة قرأت، ولو أُخذت من قرأت لكان كل ما قرئ قرآنًا، ولكنه اسم للقرآن مثل التوراة والإنجيل؛ أي أن القرآن اسم لما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم؛ أما الفرّاء فيقول: إن لفظ القرآن مشتق من القرائن جمع قرينة، لأن آياته يشبه بعضها بعضًا فكأن بعضها قرينة على بعض؛ ويقول الأشعري ومن تابعه في رأيه: إنه مشتق من قرن الشيء بالشيء إذا ضمه إليه، لأن السور والآيات تقرن فيه، ويضم بعضها إلى بعض؛ إذًا فالقرآن عند الأشعري وأصحابه معناه أوسع، لأنه يجمع السور فيضم بعضها إلى بعض؛ ويقول ابن عباس: قرأت الكتاب قراءة وقرآنًا، ومنه سمي القرآن، لأنه جمع القصص، والأمر والنهي، والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض؛ ويرى الكاتب أن القول بعدم الهمز في القرآن في هذه الآراء جميعها بعيد عن قواعد الاشتقاق وموارد اللغة، مما جعله يطرحه جانبًا، ويقول الزجاج: إن لفظة القرآن مادة مهموزة على وزن فُعلان مشتقة من القرء بمعنى الجمع، أما اللحياني فيعد اللفظة مشتقة من مادة قرأ بمعنى تلا، ويميل الكاتب إلى الأخذ بهذا الرأي بوصفه أقوى الآراء وأرجحها، وهكذا فالقرآن لغةً مرادف للقراءة على وزن فُعْلان، وهو لفظ عربي صريح مادة وصيغةً.
|