تناولت المقالة تاريخ هجرة الحضارمة إلى الهند ورمى الكاتب إلى توضيح وقائع هذه الهجرة وظروفها ودوافعها ونتائجها وقد رجع إلى عدد كبير من المصادر التاريخية والوثائق والتقارير والأطروحات، واستهل مقالته بالتعريف بحضرموت ودويلاتها جنوب الجزيرة العربية، وبأحوال شعب حضرموت الذي كان أكثر شعوب جنوب الجزيرة العربية ثقافة وتعليمًا، حيث كان لحضرموت تاريخ طويل بصفتها مركزًا لتعليم الدين الإسلامي، وقد عاش فيها نفر كبير من العلماء، وكان لها علاقات وثيقة مع الدول العربية والآسيوية في شرق أفريقيا وجنوب شرق آسيا مثل أندونيسيا وماليزيا وسنغافورة التي كثر واشتغل الحضارمة المهاجرون إليها بالتجارة والدعوة، وهاجر عدد كبير من الحضارمة إلى الهند، وركز الكاتب على هجرة الحضارمة إلى ساحل الهند الغربي في العصور الوسطى، وإلى حيدر أباد وولايات ماراثا في العصر الحديث، وقد كثر المهاجرون الحضارمة في المراكز التجارية والثقافية والسياسية مثل بيجابور، وسودارت حيث ما يزال أحفادهم يعيشون، وكذلك في أحمد أباد، وبروش، وكان من أبرزهم أبو بكر محيي الدين عبدالقادر العيدروسي الذي عاش في حيدر أباد، وقد كتب نحو أربعة وعشرين كتابًا في تفسير القرآن وعلوم الشريعة الإسلامية والتاريخ. وقد حظي العلماء والسكان الحضارمة بمركز مرموق في بيجابور في الهند خلال بضع سنين من وصول الإسلام إليها. وناقش الكاتب الحالة الاجتماعية والسياسية التي كانت سائدة في حيدر أباد، ووصول عدد غفير من العرب إليها وتمتعهم بنفوذ وثراء. ولما دخل البريطانيون الهند، لم يدخل العرب في صراع مع السلطة البريطانية فيها، ثم أخذ النفوذ العربي في حيدر أباد في الضعف والتردي، وأخذت حكومة بومباي تصدر الأنظمة التي قضت بمنع هجرة العرب إلى البلاد والحد من نفوذهم، وأخذ مركز العرب في التحسن مع مطلع القرن العشرين واحتلوا مراكز مرموقة في الخدمات المدنية والجيش والشرطة في أنحاء عديدة? ?من حيدر أباد،?وأورانجباد،وجولبار.
|