.
هذه دراسة مفصلة عن العلاقات السعودية الألمانية في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود رحمه الله، فهذه العلاقات لم تحظ بالبحث والتحليل الجديرين بهما، بل اقتصرت الكتابات المنشورة سابقًا حول هذه العلاقات على تناول موقف الرايخ الثالث الألماني من الشرق العربي، وهتلر والقضية الفلسطينية، ودور الإمبريالية الألمانية في إنشاء خط حديد بغداد. وفترة الدراسة ممتدة من سنة 1937و1939م، وقد استهلت الدراسة بمعالجة دور الشرق الأوسط في التجارة والسياسة الخارجية الألمانية في الثلاثينات، واستعراض فترة الفتور الاقتصادي في الثلاثينات، ورحلة الأمير فيصل إلى العواصم الأوربية، وعقد مفاوضات في لندن بقصد الحصول على قروض مالية، ووصوله إلى برلين في الحادي والعشرين من مايو عام 1932م عن طريق روما، ورفض الملك عبدالعزيز العروض البترولية الألمانية الخاصة، ومنح حق الامتياز لشركة الزيت بكاليفورنيا لاستخراج الزيت وتسويقه في أوائل الثلاثينات. ثم تناولت الدراسة الازدواجية في صنع السياسة الخارجية الألمانية بعد عام 1933م مما أوجد سوء فهم للدوافع والأهداف وراء نشاط ألمانيا الدبلوماسي والدعائي في الشرق الأوسط، ثم تناولت المرحلة الساخنة في المفاوضات السعودية الألمانية الخاصة بشراء الأسلحة وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أواخر الثلاثينات. وقد بلغت المفاوضات السعودية الألمانية في مجال التعاون مرحلتها الحاسمة في النصف الأول من عام 1939م بزيارة المبعوث الألماني "جروبا" لجدة، وقد جرى أيضًا اعتماد السفير الألماني في العراق سفيرًا لبرلين في جدة وهذا نجاح دبلوماسي لألمانيا، وفي يوليه عام1939 م تم إرسال أربعة آلاف بندقية للسعودية من ألمانيا، وبسبب إعلان الملك عبدالعزيز التزامه الحياد حال نشوب أي حرب أوربية لم تف ألمانيا بإتمام صفقات السلاح وبناء مصنع لخرطوش البنادق في السعودية، وخلص الكاتب إلى أن موقف الحياد الذي اتخذه الملك عبدالعزيز صادر عن تعقل وحذر وذكاء وفهم عميق للسياسة الدولية.
|