تتناول المقالة المصطلح العلمي في كتابة أبي عبدالله محمد بن أحمد بن يوسف الكاتب البلخي الخوارزمي، وهو غير أبي عبدالله محمد بن موسى الخوارزمي، ويرمي الكاتب إلى الكشف عن مجالات هذا المصطلح وخصائصه، وقد عرف الكاتب المصطلح العلمي بأنه اللفظ الذي يتفق عليه العلماء ليدلوا به على شيء معين، ويميزوه به، وهو جزء من المنهج العلمي، وركن أساسي في العلم، لأن للعلم لغة أُحكم وضعها، ويتبع وضع المصطلحات العلمية تقدم العلوم وازدهارها، وحفلت كتب الفقه، والشريعة، والحديث، واللغة، والأدب العربي بالمصطلحات العلمية، ثم لما كثرت الكتب في المنطق، والفلسفة، وعلم الكلام نمت أيضًا معها ذخيرة المصطلحات العلمية، وقد تطرق الكاتب لما للترجمة إلى العربية من أثر مهم في هذا المجال حيث نقل المسلمون من اليونانية، واللاتينية، والسريانية، والفارسية، والعبرية، وصاغوا المصطلحات العلمية عن طريق النحت، والاشتقاق، والتوليد، وقد ركز الكاتب على إسهام الخوارزمي في إثراء المصطلحات العلمية العربية، وبخاصة في كتابه: مفاتيح العلوم، الذي حققه المستشرق "فلوتن" ونشره سنة 1885م، وعالج الخوارزمي المصطلحات في علوم عصره، وقال أنه قد خلت منها أو من جلها كتب اللغة، وكان الخوارزمي يتحرى في المصطلحات العلمية التي استخدمها "الإيجاز والاختصار وتوقي التطويل والإكثار"، ولا يكرر تسجيل المشهور والمتعارف عليه منها بين الجمهور، وكذلك الغامض الغريب، وعلى وجه التخصيص توزعت المصطلحات التي وثقها على (93) فصلاً غطت العلوم الأدبية، والفقه، وعلم الكلام، والنحو، وكتابة الدواوين، والعروض، والأخبار، وكذلك الفلسفة، والمنطق، والطب، والحساب، والهندسة، وعلم النجوم، والموسيقا، والحيل (الميكانيكا)، والكيمياء، ومنهجه أنه يعرف بالمصطلحات في كل فصل تعريفات مختصرة أو شارحة مفصلة، لكنه يراعي الدقة والإيجاز، وقد استخلص تعريفاته من الأدبيات المنشورة في العلوم التي درس مصطلحاتها لأنه اهتم بما استخدمه واصطلح عليه العلماء في شتى التخصصات، ويفرق في استخدام نفس المصطلح في أكثر من علم، ويذكر اشتقاق المصطلح وأصله.
|