دراسة في تاريخ الكتابة والحركة المسرحية عند العرب، هدف كاتبها إلى أن يثبت وجود تراث مسرحي عند العرب حتى قبل اتصالهم بالأوربيين في العصر الحديث، واستهل بالإشارة إلى وجهتي نظر متضاربتين بخصوص وجود تراث مسرحي عربي قديمًا؛ وقد عرض آراء بعض النقاد والأدباء والمفكرين الذين أنكروا وجود مثل هذا التراث مثل زكي نجيب محمود، وعباس محمود العقاد، وتوفيق الحكيم، وأحمد حسن الزيات، ومحمود تيمور، وأحمد أمين، ومحمد مندور، وسهير القلماوي بالإضافة إلى عدد من المستشرقين مثل هنريش بيكر، وجوستاف فون جرينبوم، وإجمالاً فإن وجهات نظرهم تستند إلى عوامل اجتماعية وفكرية ودينية. ثم عرض آراء المؤيدين لوجود تراث مسرحي عند العرب الذين عرفوا فن القصَّاص الذي يحيط به مستمعون ومحاورون، ويتقمص في كل دور يؤديه دور شخصيته، فيعطيه ملامحه بالصوت والحركة والتعبير، ويروي طه حسين عن شيوع مجالس القصص التاريخي في أيام عمر بن عبدالعزيز، ثم أشار الكاتب إلى اشتمال الأدب العربي على قصص تمثيلي يدور على لسان الطير والحيوان، كما أشار إلى قصص بخلاء الجاحظ؛ وتناول الشعر الذي يمثل ديوان العرب، وأشار إلى ما حفل به من الملامح المسرحية، واستشهد بالمعلقات السبع، وملحمة سيرة الملك الناصر في الأندلس حتى انتهاء حكمه سنة 322هـ، وملحمة أبي طالب بن عبدالجبار الذي سمي بمتنبي المغرب؛ ثم تناول الكاتب المقامة بوصفها أدبًا تمثيليًا عرف منذ العصر الجاهلي، ورأى فيه علي الراعي تمثيلاً مباشرًا متواصلاً يقوم به ممثل فرد، ويرى الكاتب في المقامات أعمالاً مسرحية من الدرجة الأولى، كمقامات الجاحظ، ومقامات محمد بن الحسن بن دريد، ومقامات الحريري، ومقامات الهمذاني، ثم عرض الكاتب لرسالة التوابع والزوابع لابن شهيد الأندلسي، ولرسالة الغفران لأبي العلاء المعري، وعدّهما كتابين مسرحيين يصلح أحدهما للتمثيل وخلص إلى أن للعرب تراثًا مسرحيًّا كبيرًا يقف شامخًا إلى جانب الأعمال المسرحية العالمية
|