تتناول المقالة تحقيق التراث العربي الإسلامي وإخراجه ونشره، وقد استهلها كاتبها ببيان أهمية إحياء التراث وأثره في الحياة الفكرية للأمة العربية، والأمة الإسلامية، بل والفكر الإنساني، وأوضح أن جهود إحياء التراث تجري جنبًا إلى جنب مع الأخذ بأسباب العلوم والآداب والثقافات الحديثة؛ ثم تطرق لجهود تحقيق ونشر التراث على المستويات المختلفة وبخاصة من خلال معهد المخطوطات العربية وغيره من مؤسسات جامعة الدول العربية، والمجامع اللغوية، والجامعات، والمكتبات، ودور النشر؛ ثم تعرض للمشكلات التي تواجهها بعض دور النشر فيما يتصل بعدم توافر كل مجلدات مخطوط معين أو أجزائه، أو ما يتصل بضعف الإقبال على شراء كتب التراث المنشورة وقراءتها إلا من جانب قلة من المتخصصين والباحثين والمثقفين؛ وقارن الكاتب هذا بما كان عليه السابقون من إقبال على التأليف، واقتناء المصنفات، وخزائن الكتب الغنية، وأورد ما روى من أن الحكم أمير الأندلس اشترى نسخة من كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني بألف دينار ذهبًا؛ ثم تطرق إلى الحديث عن سجايا كُتّاب التراث وفضلهم، وسعة ثقافتهم، وتنوع مجالات التصنيف لديهم، ومعالجتهم للعديد من القضايا الفكرية، والثقافية، والتاريخية، والعلمية، حيث كانوا يرحلون إلى مختلف البلدان طلبًا للمعرفة، وكانوا يرتادون البادية ويقصدون أهلها في إعداد مواد معاجمهم؛ وتطرق إلى جهود المستعربين في دراسة تراث المسلمين، وذكر ما سجله أحمد حسن الزيان عما كتبوه من بحوث قيمة في تحقيق الألفاظ، وتحرير الأصول، وتصحيح الأخطاء، ونشر الكتب، وتعليق الحواشي عليها، وتذييلها بالفهارس لأسماء الأشخاص والأمكنة والموضوعات والتآليف؛ ثم تطرق لأثر التراث العربي الإسلامي على علوم الغرب ونهضتهم، وعن رصيد المكتبات الأوروبية الغني من المصنفات العربية، وبخاصة مكتبات النمسا، وألمانيا، وهولندا، وبريطانيا، وفرنسا.
|