دراسة لغوية تاريخية لنشأة الخط المسند في جنوب الجزيرة العربية، وهدف الباحث إلى تقصي أصول هذا الخط وعلاقاته، وقد رجع إلى المراجع اللغوية والخِطاطية الأثرية التي تعالج لغات الجزيرة العربية ومصر وشبه جزيرة سيناء في عهودها القديمة، وصدر بتمهيد حول العلاقة بين الأبجدية العربية الجنوبية القديمة المعروفة بالخط المسند، والأبجدية الفينيقية، وما أسفرت عنه الاكتشافات الأثرية في شبه جزيرة سيناء من نتائج بيّنت أنَّ التشابه بين بعض حروف الأبجديتين المذكورتين راجع إلى أنهما مشتقتان من أبجدية واحدة في الأصل أُطلق عليها الأبجدية البروتوسينائية، وهي مكونة من سبعة وعشرين حرفًا، انبثقت من الكتابة الهيروغليفية المصرية، التي ابتكرها أهل سيناء القدماء الذين ينتمون للعنصر السامي الشمالي الذي ينتسب إليه عرب شمال الجزيرة العربية، وناقش كيفية تعرُّف سكان سيناء القدماء على الكتابة الهيروغليفية، والاحتكاك والتقارب بينهم وبين المصريين القدماء، أي بين الثقافة السامية، والحضارة المصرية القديمة، مما أدى إلى أخذ سكان سيناء عن المصريين القدماء الكتابة بغالبية علامتها، الأمر الذي مكّنهم من ابتكار الأبجدية البروسينائية، وتحويل العلامات المقطعية الهيروغليفية إلى حروف عددها سبعة وعشرين حرفًا، شكّلت أقدم أبجدية في التاريخ، حيث إنها تسبق زمنيًا أبجدية رأس شمرا المسمارية، ثم تناول الباحث كيفية انتقال الأبجدية البروتوسينائية إلى اليمن وحضرموت عبر منطقة مدين المتاخمة لسيناء، والتي كانت مرتبطة بجنوب الجزيرة بواسطة الطريق التجارية التي كانت تخترق الجزيرة العربية من شمالها إلى جنوبها، ويستدل مما عثر عليه من حروف الخط المسند في منطقة مدين، ومن الأبجدية البرتوسينائية في جنوب الجزيرة العربية، وخلص إلى أن حروف الخط المسند مشتقة من الأبجدية البروتوسينائية بسبب التشابه الكبير بين حروفه المبكرة خاصةً وحروف الأبجدية البروتوسينائية.
|