دراسة للدبلوماسية السعودية الحديثة من منظور تاريخي، لبيان طبيعة المراحل التاريخية التي مرت بها منذ ظهور الدولة السعودية في يناير سنة 1902م، حتى تأسيس هيئة الأمم المتحدة سنة 1945. وقد استهلت بتناول مفهوم الدبلوماسية العام، ومفهوم الدبلوماسية في النظام القبلي قبل قيام الدولة السعودية الحديثة، حيث كانت مجموعات القبائل تشكّل وحدات سياسية لها رؤساؤها وديارها وعلاقاتها مع بعضها، أو مع التجمعات الحضرية المجاورة لها، ثم تناولت الدبلوماسية في حياة الدول السعودية الناشئة التي كانت هناك قوتان تتجاذبانها، هما قوة البيئة والظروف العامة المحيطة بالمجتمع البدوي والحياة القبلية بما فيها من عادات وتقاليد وأعراف، والقوة السياسية لبناء مقومات الدولة الحديثة بالأساليب الدبلوماسية المعاصرة التي لم يعتد مجتمع الجزيرة عليها. ولوحظ أن هذه الدولة قد أخذت تنفتح بعلاقاتها الخارجية على العالم من حولها، خاصة الدولتين العثمانية وبريطانيا، وكان حاكم الدولة يقوم بمهام وزير الخارجية. وقد أرسلت الدولة السعودية بعثة دبلوماسية إلى إستانبول لمفاوضة الدولة العثمانية. وبحثت الدبلوماسية السعودية بعد ضم الأحساء للدولة السعودية سنة 1913م وما أعقب ذلك من انحسار النفوذ العثماني، وتجاور حدود الدولة السعودية مع نطاق النفوذ البريطاني في منطقة الخليج، مما دفع بريطانيا إلى الاتصال بالسعوديين، وانعقاد مفاوضات فيما بعد بين الطرفين، أدت بالتالي إلى إبرام معاهدة القطيف سنة 1915م. وقد أخذت الدولة توظف عددًا من السياسيين العرب ذوي الخبرة في مجال السياسة الخارجية، وكما عينت الدولة وكلاء سياسيين وتجاريين لها في الخارج كان لهم دور السفارات بمفهوم الدبلوماسية الحديثة. ثم تناول الكاتب الدبلوماسية السعودية بعد الحرب العالمية الأولى، وتوسع علاقات الدولة مع دول العالم، وقيام مديرية الخارجية سنة 1926م. وتطرق إلى إعداد الملك عبدالعزيز لابنه الفيصل للاضطلاع بالشؤون الخارجية، وإلى إنشاء وزارة الخارجية سنة 1930م، وإسنادها إلى الفيصل، واحتفاظه بها حتى وفاته ــ رحمه الله ــ في سنة 1395هـ/ 1975م. وانتهت الدراسة إلى أن وزارة الخارجية والدبلوماسية السعودية قد حققت تطورات واسعة.
|