تناولت المقالة مكانة المرأة المرموقة في الإسلام وتميزها، إذ فسح لها الإسلام المجال لتشارك الرجل في العلوم النقلية والعقلية، وقد طرقت أبواب الشعر والكتابة، وترعرع في ظل الإسلام آلاف النسوة اللواتي برعن في شتى العلوم منافسات الرجال مع وقارٍ وعفّة. وقد ترجم ابن حجر في الإصابة لألف وثلاث وأربعين امرأة كان بينهن العالمات، والفقيهات، واللغويات، والمحدثات. وترجم السيوطي لسبع وثلاثين شاعرة في كتابه نزهة الجلساء في أشعار النساء، وأخذ ابن عساكر العلم عن إحدى وثمانين امرأة. ويُذكر من بين صالونات الأدب - التي كانت مجمعًا لكبار المفكرين - مجلس سكينة في الحجاز، ومجلس علية بنت المهدي؛ وفي المجال العسكري فقد ذكر الطبري أن النساء كنّ يجهزن الجيش في حروب القادسية، وقد شهدت أم سليم والدة أنس بن مالك المغازي كلها، وشاركت أم عمارة مع زوجها في غزوة أُحد وحرب اليمامة، وكانت أسماء بنت أبي بكر تقاتل إلى جانب زوجها الزبير في معركة اليرموك، مما يشير إلى أن المسلمات كنّ ماهرات في ضرب السيف، واستعمال الرماح، ورمي السهام. وقد زادت النهضة الحديثة المرأة المسلمة شعورًا بمركزها الممتاز الذي خوله الإسلام إياها. وقد أوضح الكاتب دور المرأة المغربية ونشاطها، فقد كان لها دور بارز في حياة المجتمع في مختلف مراحل التاريخ، حيث نبغ في الوسط النسوي المغربي عالمات شهيرات، وكانت المرأة ربة البيت وراعيته والمشرفة على الحقل والسوائم في البادية، والصانعة الماهرة في الحضر والوبر، وكانت في كل ذلك محط احترام الرجل ومثار حبه، وأبدى بعض النساء براعة إدارية ولباقة وحكمة، كما أسهم بعضهن بحظ وافر في الإسعاف، ورصْد الأوقاف للمعوزين، وإقامة المعاهد وغيرها. وقد نبغت في العهد الإدريسي الأميرة الحسنى بن سليمان النجاعي زوجة المولى إدريس الأزهر الذي كان لا يفعل شيئًا إلا بموافقتها، وكانت تقدم المشورة له في أمور الدولة، واشتهرت زينب النفراوية الهوارية زوجة يوسف بن تاشفين في عهد المرابطين، وبنى لها ابن تاشفين مدينة مراكش، وكان لقمر زوجة علي بن يوسف دور مهم في تدبير سياسة الدولة، وذكر الكاتب الكثير من العالمات والمثقفات المغربيات في حواضر المغرب وبواديه.
|