تتناول المقالة جوانب مهمة متصلة باللغة العربية من حيث استخدامها لغةً للتدريس في الجامعات والمعاهد العالية، وإعداد المتخصصين لتعليم العربية لغير الناطقين بها، وحصر الألفاظ الشائعة بين تلامذة المرحلة الابتدائية في الوطن العربي لتكوّن منها قائمة مفردات تكون أساسًا علميًا للانتقال من العامية الإقليمية إلى اللغة الفصحى، ويعقب هذا المشروع معالجة للمفردات في المرحلة الإعدادية والثانوية، أما الجانب الأول فقد عرض الكاتب للتجارب والتطبيقات العربية المتصلة به كإنشاء محمد علي باشا لمدرسة الطب بالقاهرة، وتعيينه لمترجمين سوريين ومغاربة لنقل محاضرات أساتذتها الأجانب إلى اللغة العربية، وقد أثبتت هذه التجارب نجاح تدريس الطب والصيدلة وغيرها باللغة العربية، والاستفادة من كتب التراث العلمي العربي في مجالات الطب والدواء والنبات، ومن المعاجم في إثراء رصيد المصطلحات العربية في شتى العلوم، وينبه الكاتب إلى أن تدريس الطب والعلوم باللغة العربية لا يعني إغفال الرجوع إلى المصادر الأجنبية حتى لا تفقد الصلة مع ما هو منشور باللغات الأجنبية في شتى العلوم، ومع المصطلح العلمي، وينبه الكاتب أيضًا إلى تطوير ورعاية أنشطة الترجمة والتعريب لتواكب اللغة العربية ما يستجد من الاكتشافات والمعلومات العلمية وما تتمخض عنه مصطلحات ومعطيات، وتناول الكاتب مسألة تعليم اللغة العربية للمسلمين غير الناطقين بها، وإعداد متخصصين للقيام بهذه المهمة على نحو فعّال، وأشار في هذا المجال إلى جهود جامعة الأزهر في تعليم العربية للمبتعثين المسلمين إليها، وجهود وزارة الثقافة والإرشاد القومي بمصر في تعليم العربية لمن يرغب من أعضاء البعثات الدبلوماسية الأجنبية في البلاد، وكذلك جهود الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في تعليم الطلبة المسلمين، ثم تطرق الكاتب إلى التنظيم والتنسيق في مجال استخدام العربية الفصحى في التعليم في شتى أرجاط الوطن العربي.
|