العنوان : الموطن الأصلي للأنباط | ||
المؤلف : سليمان بن عبدالرحمن الذييب | التنصنيف : البحوث | |
تناول الباحث أصول الأنباط وموطنهم، وقد رجع إلى ما ورد عنهم في الكتب المقدسة والمصادر التاريخية وتقاير الدراسات الأثرية. وقد استُهلتّ الدراسة بتناول ذكر الأنباط في الحملات السلوقية والرومانية على أراضيهم، ثم جرى البحث في أصلهم، ونوقشت المرئيات المتصلة بالموضوع، وتبين أنهم ربما كانوا قد قدموا من منطقة آدوم، أو من شمال نجد، أو من جنوب شبه الجزيرة العربية، أو من شمال شرقي شبه الجزيرة العربية، أو وسط غرب شبه الجزيرة العربية، واحتمال قدومهم من آدوم ضعيف؛ لأن الدراسات الأثرية للفترة الزمنية ما بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد في منطقة آدوم لم تسفر عن وجود أدلة لاستيطان بشري تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد. كما أنه لا توجد أدلة كافية على قدوم الأنباط من جنوب شبه الجزيرة العربية، وأن المعثورات المكتشفة في المناطق النبطية المختلفة مثل النظام المعماري والفن والزخرفة والفخار ليس لها علاقة مع ما عرف في جنوب شبه الجزيرة العربية، والقول بأن شمال الحجاز هو الموطن الأصلي للأنباط لا يستند إلى دليل علمي حيث لم يكن في المنطقة أدلة على معالم استيطانية مستقرة من نهاية الألف الأول قبل الميلاد إلى القرن السابع، وكانت المنطقة في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد على مستوى حضاري وثقافي مرموق، وهذه المعطيات متناقضة مع ما عرف عن القبائل العربية النبطية في القرن الرابع قبل الميلاد من مفاهيم اجتماعية بدوية صحراوية. ويذكر أنهم لم يأتوا من منطقة الهفوف في الإحساء، فهم لم ينقلوا معهم الخط والقلم المعروف بالحسائي الذي كتب به النقوش المعروفة في كل من شرقي شبه الجزيرة العربية «الإحساء» وجنوب بلاد الرافدين. لقد كان الأنباط في بداية ظهورهم أقرب إلى البداوة، ودفعتهم الظروف إلى ترك موطنهم الأصلي جنوب دومة أثناء القرن السادس قبل الميلاد كما تدل النقوش الآشورية، وامتد موطنهم بين حائل جنوبًا والقصيم شمالاً. |