تناول الكاتب سيرة الملك محمد الخامس ملك المغرب الذي عاش بين سنتي 1327و1380هـ لتوضيح جوانب حياته وشخصيته ومآثره، وإعطاء صورة عامة عن مملكة المغرب. واستهل بذكر نسب الملك محمد الخامس إلى أسرة شريفة نزحت أصلاً من مدينة ينبع النخل الواقعة في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية إلى المغرب سنة 664هـ/ 1266م، واستقرت في مدينة سجلماسة، وقد ولد في رجب 1327هـ في مدينة فاس عاصمة المغرب آنذاك، ولما بويع والده سلطانًا سنة 1330هـ/ 1912م انتقل معه إلى الرباط التي غدت عاصمة المغرب منذ ذلك الوقت، ولما توفي السلطان يوسف سنة 1345هـ/ 1927م بويع ابنه محمد ملكًا، فعمل على نشر التعليم وتطوير الصناعة وتنمية الشعور الوطني في بلاده، وعند اندلاع الحرب العالمية الثانية في سبتمبر سنة 1939م أعلن انضمام المغرب إلى دول الحلفاء، وشاركت فرق عسكرية مغربية في القتال في أوربا ضد النازيين، وفي سنة 1947م قررت فرنسا تعيين الجنرال (الفونس جوان) مندوبا ساميا لفرنسا في المغرب، ولقي مقدمه إلى المغرب مقاومة من الملك محمد الخامس، وبسبب مواقفه الوطنية ضد الاحتلال الفرنسي قامت السلطات الفرنسية بخلعه عن العرش ونفيه وولي عهده الحسن وسائر أهل بيته إلى جزيرة كورسيكا ثم إلى جزيرة مدغشقر، وتواصلت المقاومة المسلحة للمغاربة ضد الاحتلال الفرنسي دفاعًا عن كرامة وطنهم ومليكهم، وشرعت حكومة فرنسا في الاتصال والتفاوض معه، فانتقل إلى فرنسا في 1375هـ/ 1955م، ثم عاد إلى المغرب في ذات السنة وتبوأ مكانه زعيمًا لبلاده، فشكل حكومة وطنية، وعين ولاة الأقاليم، وعمل على النهوض ببلاده، وتوفي ــ رحمه الله ــ سنة 1380هـ/ 1981م، فتولى مقاليد الحكم الحسن الثاني الذي واصل مسيرة والده في العمل على الارتقاء بالمغرب في شتى المجالات.
|