تناولت المقالة سيرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وطلبه العلم، وتفقهه في الدين، ودعوته إلى الإيمان الخالص ونبذ البدع والخرافات ومظاهر الشرك، ووصوله إلى الدرعية سنة 1158هـ ضيفًا على تلميذه عبدالله بن سويلم، وذهاب أمير الدرعية إلى بيت آل سويلم تكريمًا للشيخ، وقد تعاهدا في مجلسهما على إظهار دين الله، والجهاد في سبيله، وطمس مظاهر الشرك، والقضاء على البدع، وجمع كلمة المسلمين. ودعوة الشيخ واضحة تقوم على الكتاب والسنة وأقوال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان، ومذهبه مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين. وقد قال فيه الشيخ محمد رشيد رضا: إنه أحيا مدارسة السنة النبوية في نجد للاهتداء بها، وأن من هداهم الله ــ تعالى ــ بدعوته وأنقذهم من الجهالة التي كانت عند أكثر أهل جزيرة العرب ما زالوا يحيون كتب فقه الإمام أحمد بن حنبل ــ رحمه الله ــ عنه مع خيار كتب التفسير والحديث لغير الحنابلة من علماء السنة، فكانوا أجدر المسلمين بلقب أهل السنة. وقال فيه الشيخ محب الدين الخطيب: إنه الرجل المصلح داعية العرب والمسلمين للرجوع إلى فطرة الإسلام الأولى. وقد طرح الله ــ تعالى ــ لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب القبول لها في القلوب، فتلقاها في الهند السيد أحمد وعمل على نشرها في البنجاب، وصديق حسن خان ملك بهوبال، ومحمد إقبال، وتأثر بدعوة الشيخ وفكره في المغرب العربي سيدي محمد بن عبدالله الذي حارب الصوفية، وتأثر في الجزائر بدعوته الشيخ عبدالقادر الجزائري، وفي ليبيا محمد علي السنوسي فحارب البدع وعلّم الناس العقيدة الصحيحة، وفي السودان وغرب أفريقيا تأثر بالدعوة الشيخ عثمان بن فودي من قبيلة الفولاني، وفي مصر تبنى الشيخ محمد عبده وتلميذه محمد رشيد رضا آراء الشيخ ودافعا عنها فيما كتباه، ويبدو أثر الدعوة واضحًا أيضًا فيما كتبه مؤرخ مصر عبدالرحمن الجبرتي، وفي الشام تأثر بالدعوة الشيخ جمال الدين القاسمي، وفي العراق الآلوسي، وفي اليمن محمد بن علي الشوكاني. وقد تناول الكاتب مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب وآثاره، وانتهى إلى أن دعوته علم صحيح سلفي متوارث ودولة قوية منيعة.
|