بحث الكاتب في نزول القرآن على سبعة أحرف، وهدف إلى مناقشة وجوهها ودلالاتها، وقد رجع إلى القرآن الكريم، والحديث الشريف، وكتب القراءات والتفسير وعلــوم القــرآن مضيفًــا إليهـــا معاجـم ألفاظ القرآن الكريم، ومعاجم اللغة العربية، ومهّد بتوضيح نزول القرآن بلسان عربي مبين يرجح أن يكون لغة قريش، حيــث كتـب عمر بن الخطاب إلى عبدالله بن مسعود وهو في الكوفة: "أما بعد، فإن الله أنزل القرآن بلغة قريش، فإذا أتاك كتابي هذا فأقرئ الناس بلغة قريش ولا تقرئهم بلغة هذيل". ثم تناول الكاتب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه". وقد صح نقل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتهرت رواياته وتعددت أسانيده، فقد وصلنا من طريق أربعة وعشرين صحابيًا، وستة وأربعين سندًا، وأورده البخاري ومسلم وغيرهما من أئمة الحديث. ثم تناول حكمة إنزال القرآن على سبعة أحرف، ومنها التيسير على الأمة الإسلامية كلها، وخاصة الأمة العربية التي شوفهت بالقرآن، وكانت قبائل كثيرة تتكلم بلهجات مختلفة، وبيان الأحكام الشرعية واضحة في الألفاظ، والجمع بين حكمين مختلفين بمجموع القراءتين، والدلالة على حكمين شرعيين ولكن في حالين مختلفين، ورفع توهم ما ليس مرادًا، أو إزالة إبهامه، ثم إن اختلاف القراءات لا يؤدي إلى تناقض في المقروء، وقد وضح الكاتب هذه الأمور بآيات من الذكر الحكيم. ثم ناقش معنى الأحرف السبعة حيث رأى بعضهم فيه الحصر والتحديد لعدد القراءات، ورأى بعضهم الآخر أن المراد به السعة والتيسير ورفع الحرج عن فئات من المسلمين كانت تجد مشقة في قراءتها النص القرآني حسب نطق النبي صلى الله عليه وسلم، وأضاف أن تلك الرخصة كانت قاصرة على التلاوة.
|