دراسة تاريخية هدفت إلى التعريف بالثموديين وبمواطن استقرارهم في الجزيرة العربية، وبحضارتهم وثقافتهم، وقد رجع إلى ما كتب عن تاريخ العرب قبل الإسلام، والبحوث الأثرية المتصلة بموضوع الدراسة، واستهلّ بالتعريف بثمود من خلال ما خلفته من نقوش ورسوم وكتابة بالأبجدية الثمودية التي بمعرفتها أمكن قراءة ما سجلوه وترجمته، وقد أشار إلى أنهم كانوا منذ آلاف السنين في جنوب الجزيرة العربية، وطردهم الحميريون، فهاجروا إلى بلاد الحجاز، وانتشروا في شمال الجزيرة العربية، وكانت معظم سواحل البحر الأحمر تحت سيطرتهم، وتحكموا في طرق التجارة وتنظيمها وتوفير الحماية لها، وكان لهم قوة كبيرة في شمال الحجاز والجزيرة العربية، ولم يكونوا تجمعات ازدهرت تجارتهم فقط، بل كان لهم من القوة ما جعلهم يسيطرون على أماكن شاسعة شمال الجزيرة العربية وغربها، ورأى فيهم أباطرة الرومان الأمل في نجاح حملاتهم في المنطقة، وذُكر أنهم سيطروا على شمال غرب الجزيرة العربية، كما ذكر فيلبي أنه عثر في الربع الخالي على صخرة تحمل الكثير من النقوش الثمودية، كما أن الصخور التي تركها الثموديون في جنوب الجزيرة العربية تحمل العديد من الكتابات الثمودية التي يضاف إليها الأشكال ورسوم الحيوان والنبات، وقد بدأ فك رموز الأبجدية الثمودية منذ سنة 1837م، وتثبت النقوش التي عثر عليها في حضرموت ولحج وجودهم في الجنوب قبل الميلاد بآلاف السنين، وأوضح الباحث أن الكشوف الأثرية قد بيّنت أن حضارة الثموديين في الجنوب كانت أكثر ازدهارًا من المناطق الغربية والشمالية في تبوك والعلا ووادي السرحان والحجاز، وقد أسفرت الحفريات الأثرية سنة 1398هـ عن كشف 324 نقشًا من النوع المعروف بالثمودي النجدي، وقليل منها من النوع المعروف بالثمودي الحجازي، وكشفت دراستها إجمالاً ما كان للثموديين من تقدم فكري، وثقافي، وحضاري.
|