وضح الحوار جوانب فكر الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله -، ومساعيه لتوثيق العلاقات بين المسلمين إيمانًا منه بأن ذلك واجب المسلمين، وأن من ركائز سياسة المملكة العربية السعودية الدعوة إلى تضامن المسلمين وتآلفهم، وأنها قامت على أسس، أولها: الدين الإسلامي وتحكيم كتاب الله وسنة رسوله، وثانيها: نشر العدالة بين المواطنين، وثالثها: نشر العلم الصحيح؛ لأن العلم من مقومات النهضة. وكان الفيصل يرى أن من واجب حكومة بلاده الدعوة للإسلام، والذود عنه قولاً وعملاً، وكان يرى أنّ صلاح الأمة الإسلامية يكون بإخلاص العبادة لله، وتمسكها بما أمر به، واتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ وقد أوضح الفيصل حقيقة دعوته إلى التضامن الإسلامي، وأنها أبعد ما تكون عن الأحلاف أو التكتلات أو الدوافع الخارجية؛ لأنها مبنية على الحق والعدل والإيمان، ويساندها القرآن الكريم، ويشد عضدها شريعة الإسلام وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ وبيّن أن السوفيت خشوا من دعوة التضامن الإسلامي؛ لأنها تبعث روح الحرية والاستقلال والتكافل في الشعوب المسلمة في الدول الآسيوية التي يسيطر عليها الروس، وأوضح أيضًا مقاومة هذه الدعوة من جانب القوى الاستعمارية واليهودية الصهيونية التي رأت في نجاح الدعوة تهديدًا لمصالحها وخطرًا عليها. وكان الفيصل داعية أيضًا للوحدة العربية والتعاون العربي بكل إخلاص ومحبة، وكان يعتقد أن الدعـوة إلـى الوحـدة العربيـة أو الاتحـاد العربـي لا يتنافى مطلقًا مع الدعوة إلى الوحدة الإسلامية، بل إنها تشكل نواة لوحدة إسلامية كبرى تربط الشعوب الإسلامية كافة على أسس ثابتة مدروسة، وأبدى فخره بهذه البلاد التي وحّدها الملك عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ بعد تمزق وفرقة؛ وكان يؤمن بأن الوحدة الإسلامية هي الوحدة الحقيقية، وكان يرى أن قضية فلسطين قضية إنسانية إسلامية وأن فلسطين ثالث الحرمين، وتاريخ العرب والمسلمين? ?ممتد? ?فيها? ?لمئات? ?آلاف? ?السنين،? ?كما? ?كان? ?يؤمن? ?أن? ?هذه? ?البلاد? ?وأبناء? ?هذه? ?البلاد? ?قامت? ?على? ?أكتافهم? ?نهضة? ?الإسلام? ?الأولى،? ?وستقوم? ?عليها? ?نهضة? ?الإسلام? ?في? ?الوقت? ?الحاضر? ?بعون? ?ا?لله.?
????. ?فيصل? ?بن? ?عبدالعزيز? ?بن? ?عبدالرحمن? ?الفيصل? ?آل? ?سعود،? ?ملك? ?السعودية
الملك? ?عبدالعزيز? ?كما? ?يصفه? ?ابنه? ?فيصل?.- ?س???،? ?ع?? (?ربيع? ?الأول? ?????،? ?مارس? ????).- ?ص? ?-??.?
تُوِّجت مقالات هذا العدد الأول من مجلة الدارة بحديث الملك فيصل بن عبدالعزيز عن والده مؤسس هذا الكيان الكبير الموحّد رحمهما الله تعالى واستهلّ حديثه بالإشارة إلى دوره التاريخي في بناء المملكة العربية السعودية، وخدمة البلاد المقدسة، وإقامة الأمن والأمان والنظام في بقاعها التي كانت تسودها الفوضى، ويهددها الخوف في طرقها وأرجائها، وألّف بين مقاطعاتها وإماراتها الواسعة وقبائلها المتعددة، ثم أتى على ذكر مزاياه التي هيأت له أن يؤسس هذه الدولة ويشيد هذا الملْك على الرغم مما واجهه من شدائد؛ فذكر أن في طليعة هذه المزايا قوة الإيمان بالله وثقته القوية بنصره؛ ثم قوة إرادته وشجاعته التي تبرز في أحرج المواقف وأدق الظروف، واستشهد بما كان منه في "موقعة الحريق" التي دارت الدائرة فيها على جيشه، فهمّ الجنود بالفرار، فبرز في مقدمة الصفوف ممتطيًا جواده ومتقلدًا سيفه، فأهاب بجنوده أن يصمدوا ويتقدموا في القتال مقسمًا على مواصلة القتال حتى يبلغ النصر أو الموت، فسرت الحماسة والحمية في الجنود فعادوا وشدوا على أعدائهم فكان لهم الفوز؛ ثم تطرق إلى مزية ثالثة له وهي حكمته وأناته في معالجة أمور دولته، فقد كان من دأبه حل المشكلات بالسلم أولاً، وكان متسامحًا واسع الصدر مع خصومه، ولا يدخر وسعًا في استخدام ما استطاع من المرونة ووسائل اللين في التعامل معهم، غير ملتجئ إلى الشدّة إلا حين يستنفد تلك الوسائل كما حدث بينه وبين الإمام يحيى إمام اليمن عندما وقع الخلاف بينهما، فجعل يحاول حل الخلاف باللين والحلم، ثم اضطر إلى استخدام السيف اضطرارًا، وكان سريعًا إلى الكف عن القتال عندما توسط حكام العرب بينهما؛ ثم تحدث عن عنايته بأبناء رعيته وعطفه عليهم، وعن حياته الخاصة بما فيها من رعاية وشفقة وملاطفة لأبنائه وأحفاده، كما تحدث عن سياسته العربية ومواقفه من قضايا العرب وبخاصة قضية فلسطين، وكفاح شعوب الجزائر وتونس والمغرب ضد المستعمرين
|