تناولت المقالة سيرة العالم أبي عمران موسى بن عبدالله بن ميمون القرطبي الذي عاش من سنة 529-601هـ / 1134-1204م. هدف الكاتب إلى التعريف بجوانب حياته وعلمه ومؤلفاته، ورجع الكاتب للتراجم والبحوث حول تاريخ العلوم عند المسلمين. لقد تتلمذ ابن ميمون على كبار علماء المسلمين مثل ابن رشد، وعاش في قرطبة فالمغرب ففلسطين، ثم قدم مصر أيام الخليفة الفاطمي العاضد، وقد درس الطب والصيدلة، وزاول عمله في هذين الحقلين إبان إقامته في مصر، ودخل في خدمة السلطان صلاح الدين الأيوبي، ثم صار الطبيب الخاص لابنه الملك الأفضل نور الدين علي، وألّف في العقاقير شرح أسماء العقاقير معتمدًا على ما كتبه ابن جلجل، وأحمد الغافقي، وابن وافد، وابن سمجون، وقد شرح فيه أسماء العقاقير الموجودة في زمنه، والمستعملة في صناعة الطب، واهتم موسى بن ميمون بدراسة حال الإنسان وما تتعرض له من أحوال ومثيرات وتأثير العوامل النفسية في الجسم، وإن رسالة ابن ميمون الموسومة بعنوان الأفضلية نسبة إلى الملك الأفضل بن صلاح الدين الأيوبي الذي قدمها إليه، تبحث في أحوال النفس من سرور وحزن، وأثر هذه الأحوال في صحة الإنسان، وتعد إسهامات قيّمة في الطب النفساني ورياضة النفس، وبرز ابنه إبراهيم في مهنتي الطب والصيدلة، وعمل في البيمارستان الناصري بالقاهرة حتى توفي سنة 630هـ/ 1238م وقد كتب موسى بن ميمون دلالة الحائرين الذي حاول فيه التوفيق بين الاعتقاد والبرهان وبين الدين والعلم، وشمل الكتاب نظريات في تقريب الفلسفة اليونانية والعربية من التعاليم الدينية، وقال معاصره عبداللطيف البغدادي في هذا الكتاب: إنه "كتاب سوء يفصل أصول الشرائع والعقائد بما يظهر أنه يصلحها"، وسمّى بعض العلماء كتابه "ضلالة الحائرين"، وخلّف ابن ميمون مؤلفات عديدة في الطب، والصيدلة، والفلسفة، وعلم الكلام، والدين اليهودي، ومنها رسالة في الربو، ورسالة في البواسير وعلاجها، وكتاب شرح فصول أبقراط، وكتاب شرح أسماء العقاقير، ومقالة في بيان الأعراض، وكتاب مشنا توراة.
|