تناولت المقالة مسيرة مدرسة دار التوحيد خلال خمسين سنة من تاريخ تأسيسها سنة 1364هـ في الطائف. وقد ذكر كاتبوها أن هذه المدرسة بالصورة التي أرادها لها الملك عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ تمثل تفاعل الظرف السياسي مع محاولة التحكم في عملية الإسراع بالتطور الاجتماعي والفكري في نجد، ولا تنفصل عن التكوين الديني والعلمي الموجود فيها. وقد عني الملك عبدالعزيز بدار التوحيد وجرى ربطها بالقصر مباشرة، وأمر الأمير منصور بن عبدالعزيز بأن يلبي مطالب المدرسة، وكلف الشيخ محمد بهجت البيطار بتأسيس المدرسة سنة 1362هـ، وقد تخرجت الدفعة الأولى من طلابها سنة 1368هـ، وكان قد تم اختيار طلابها من مدارس نجد وبعض الطلاب النجديين من مكة والطائف والمدينة وغيرها، ومن أعضاء لجنة اختيار الطلاب الشيخ عبدالرحمن بن علي بن عودان، والشيخ عبدالله بن محمد بن عامر، والشيخ محمد ابن راشد، وكان أولياء الأمور يترددون في قبول سفر أولادهم إلى الطائف، وبلغ عددهم في البداية مئتي طالب مختلفين في مستوياتهم الدراسية فمنهم المدرّس، ومنهم من أنهى الدراسة الابتدائية، أو الصف الرابع فقط، ومنهم من درس على الشيوخ في الكتاتيب، وكانوا يخيّرون في نهاية العام بين العودة للدراسة أو البقاء عند أهليهم. وقد تولى إدارة المدرسة مؤسسها الشيخ السلفي محمد بهجت البيطار لمدة سنتين وساعده ابنه محمد يسار الذي تم تعيينه مديرًا لدار التوحيد، ثم حل محله جعفر كردي الجزائري، ثم اختار الشيخ محمد بهجت البيطار الشيخ محمد نسيب المجذوب لمعاونته في إدارة المدرسة، وبعد سفر البيطار تولى الشيخ محمد بن مانع مدير المعارف الإشراف المباشر عليها، ثم تعاقب على إدارتها رجال عاصروا نشأتها الأولى، وفصلت إدارة ثانوية دار التوحيد عن القسم المتوسط. وقد سجلت المقالة أسماء مديري المدرسة وخريجيها، وعدد فصولها وطلابها للسنوات 1364-1375هـ، كما وصف المهجع العام بالمدرسة وموقعه، وعُرِّف بمناهجها ومقرراتها من العلوم الشرعية، والعربية، والتاريخ، والجغرافيا، والرياضيات.
|