هدف الباحث إلى استكشاف تصور منهجي لكيفية المعالجة الجغرافية للإسلام لكونه دينًا سماويًا خاتمًا، وتبيان أهم العناصر الجديرة بالدراسة في الموضوع، وتنظيمها في نسق علمي يستوحي أركانه وعناصره من خصائص المنهج الجغرافي ومن خصائص الدين الإسلامي معًا، وترتيبًا على ما سبق فقد قسم دراسته إلى خمسة أقسام تناولت: المنهج التدريسي والمنهج الجغرافي، وجغرافية الأديان ومناهجها، وطبيعة الإسلام والمنهج الجغرافي لدراسته، وطرح منهج لجغرافية الإسلام الأصولية، ومنهج لجغرافية الإسلام التطبيقية. واستهل بتناول تدريس جغرافية العالم الإسلامي في الجامعات العربية، ثم التعريف للمنهج على أنه اصطلاح يدل على الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد العامة، ويقع منهج هذه الدراسة في إطار منهج البحث ومنهج التدريس معًا، فهو يختص بالبحث في موضوع جغرافية الإسلام من جانب، وتدريس مقررها العلمي من جانب آخر، وتطرق لتقسيم علماء التربية للمناهج ويختار من بينها منهج المواد المنفصلة بوصفه أنسبها لمعالجة جغرافية الإسلام، ولتنظيمه للحقائق العلمية تنظيمًا منطقيًا وتركيزه على شرح المعلومات، كما أنه سهل الإعداد والتقويم. ثم تناول جغرافية الأديان ومناهجها ويعرض لموضوعها ومجالها ومداخل دراستها، ثم عرض الخصائص العامة للدين الإسلامي لأهميتها في توجيه المنهج الجغرافي لدراسته، كما عرض الخصائص الثلاث للمنهج الجغرافي المناسب لدراسة جغرافية الإسلام ومنها: عدم اعتماده على التفسير الحتمي لعلاقة الإنسان ببيئه، وأنه منهج شامل للجوانب المادية والبشرية في البيئة الإسلامية، وله جانبه الأصولي النظري وجانبه التطبيقي، ثم عرض بالتفصيل لخطوات منهج دراسة جغرافية العالم الإسلامي، وإطارها الذي يشمل تحديد الإقليم أو العالم الإسلامي، وقيام العالم الإسلامي وقوامه أو تركيبه الداخلي، وتقويمه من حيث مواطن القوة والضعف في بنيته الجغرافية الشاملة، والوضع العالمي للعالم الإسلامي، ومشكلاته، واستشراف مستقبله.
|