دراسة للقافية في الشعر العربي، رجع فيها إلى المراجع والكتب المخطوطة والمطبوعة حول الموضوع، واستهلت بتوضيح مفهوم القافية وآراء العروضيين حولها، وقد أشير إلى اتفاق غالب العروضيين والبلاغيين على أن القافية ركن من أركان الشعر ودعامة لازمة من دعاماته، وذكر ما قاله ابن رشيق من أن الوزن أعظم أركان حد الشعر وأدلها به خصوصية، وهو مشتمل على القافية، وعدّ الاختلاف في القوافي عيبًا في التقفية لا في الوزن، واستنتج الكاتب أن القافية ليست شرطًا من شروط الشعر، ورأى بعض الباحثين أن النثر المسجوع سبق الشعر في الوجود، وهذا يعني أن اكتشاف القافية سبق اكتشاف الوزن، وتناول الكاتب تحديد القافية واختلاف الكتاب القدماء في تحديدها حيث قال بعضهم: إنها القصيدة كلها، وقال بعض آخر: إنها البيت الواحد كله من القصيدة، وقال غيرهم: إنها الشطر الأخير كله من البيت، وقال ابن رشيق: إن في ذلك اتساعًا ومجازًا، وقال الأخفش: إن القافية آخر كلمة في البيت، وقال الفراء: إن القافية حرف الروي، وعند الخليل بن أحمد القافية من آخر حرف في البيت إلى أول ساكن يليه من قبله، مع حركة الحرف الذي قبل الساكن، وقال البلوي: إن الروي جزء من القافية التي يلزم الشاعر تكرارها، ووضح الكاتب الإكفاء وهو أن ينكفئ الشاعر وينقلب عن حرف رويه إلى روي من حرف آخر بسبب علاقة التشابه لقرب المخرج. وفي العصر العباسي نضج الانفتاح على الثقافات المختلفة ومنها الغناء المرتبط بالشعر وأوزانه وقوافيه برباط وثيق، وظهرت محاولات للانعتاق من استخدام القافية، واتخذت المحاولات مسارين أحدهما اعتمد بحر الرجز سواء في أوزانه أو قوافيه، والآخر اتخذ طابع الهزل في ظاهره والتبرم بقيد الروي الواحد في مضمونه، واستشهد الكاتب بأبيات من الشعر ظهر فيها عدم توحيد القافية.
|