تناول المقالة الآلات والأدوات التي وردت في التراث العربي الإسلامي، وتشمل آلات الحرب الجزء الأكبر منها، وعرّفت المصطلحات المستخدمة والشروحات الواردة لها، وقد رجع الكاتب في إعداد هذه المقالة للتراث الإسلامي في علم الحيل وفهارس المخطوطات والمصادر التاريخية؛ وبدأ بعرض آلات علم الأثقال ومنها "البرطيس" وهو فلكة (دولاب) كبيرة يكون بداخلها محور أو قطب، تجرُّ بها الأثقال، وأورد أصول اللفظة، وصور ورودها في التراث، والمصادر التي وردت فيها؛ ثم ذكر مصطلح المخل أي الرافعة وهي آلة طويلة من حديد ونحوه تقلع أو ترفع بها الحجارة ونحوها من الأجسام الثقيلة؛ ثم ذكر مصطلح البيرم وهو من أصناف المخل سابق الذكر، ويُرفع به الأشياء الصلبة؛ ثم ذُكر أبو مخليون وهو حجر يوضع تحت المخل ليسهل تحريك الثقل، والبكرة، والقلس أي الحبل، والاسفين، واللولب، والمنجنيق، وكان آلة مهمة من آلات الحرب، وجعل لها حاجي خليفة في كشف الظنون... علمًا اسمه "علم الآلات الحربية"، وعرفه بأنه علم يتعرف منه على كيفية اتخاذ الآلات الحربية كالمنجنيق وغيرها، وهو فرع من فروع علم الهندسة، ومنفعته ظاهرة، وهذا العلم أحد أركان الدين لتوقف أمر الجهاد عليه ولبني موسى بن شاكر كتاب مفيد في هذا العلم، وينبغي أن يضاف علم رمي القوس والبنادق إلى هذا العلم، وأن ينبه على أن ذلك العلم قسمان: علم وضعها، وعلم استعمالها، وفيه كتب؛ وعدّ القاذفات العربية القديمة مصنوعة على غرار قبيلاتها البيزنطية، بل كانت أضخم منها مما جعل فعلها متفوقًا؛ واستخدم المسلمون الدرجية أو الدراجة وهي الدبابة يتدرج تحتها المقاتلون في الحصار، وهي مكسوة بصفائح الحديد وتتحرك على عجل، ولها رأس عظيم مركب على رقبة حديدية تسمى كبشًا، وتضرب الأسوار فتنفذ فيها؛ كما تطرق الكاتب للزراقة وهي أداة لقذف النفط والنيران، وفيها الفتيلة التي تغطى بالدهن ثم تشعل بالنار قبل الاستخدام والهجوم .
|