مقالة عن إقليم الأفلاج في المصادر القديمة، هدف الكاتب بها إلى تحديد تلك المصادر للإقليم، وتوضيح ما أوردته عن أهميته ومواصلاته، ورجع إلى مصادر التاريخ والجغرافيا والرحلات التي تطرقت إلى الإقليم المدروس. واستهل بعرض تناول هذا الإقليم في كتابات الهمداني التي عدّها الباحث أشمل ما قدّم عن الأفلاج، حيث أفرد في كتابه "صفة جزيرة العرب" فصلاً مطوّلاً عن مواضع القبائل القديمة في الإقليم، واعتمد على رواية أحمد بن الحسن العادي الفلجي، من أهل الأفلاج. ويأتي بعد الهمداني الحسن بن عبدالله الأصفهاني حيث فصّل في ذكر المواضع القديمة ومساكن القبائل في الإقليم، وروى في كتابه "بلاد العرب" عن أبي الأزهر الجعدي؛ أما ياقوت الحموي فقد أخذ عن أبي زياد يزيد بن عبدالله المري الكلابي، كما روى عن أبي عبيدة عامر بن المثنى؛ وأما الرحالة ناصر خسرو فقد زار الأفلاج سنة 443هـ، ووصفها، وما كتبه عن الأفلاج لم يتطرق إلى قبائلها ومواضعها، لكنه تحدث عن بعض جوانب الحياة الاجتماعية والتجارة والزراعة بإيجاز، وقد أقام بالأفلاج أربعة أشهر لكن ما كتبه عنها لا يتجاوز صفحتين ! ثم تناول الكاتب تحديد إقليم الأفلاج موضحًا أن تحديد الهمداني للإقليم على قدمه ما يزال منطبقًا إلى الوقت الحاضر؛ فمن الغرب تحيط بالإقليم أودية جعدة، ومن الجنوب الهدار، ومن الشمال وادي شطاب، أما من الشرق فإن صحراء البيامن تتطاول لتمتد إلى الشرق كله. كما تناول الكاتب أهمية الأفلاج الموضحة في المصادر المدورسة، حيث كان الإقليم بحكم موقعه الجغرافي في وسط بلاد العرب، فكان ممرًا تسلكه القوافل التي تجوب الجزيرة العربية من الجنوب إلى الشمال، ومن الشرق إلى الجنوب فالغرب، مما جعله مركزًا تجاريًا تؤمه القوافل القادمة من اليمن، وقد قدم الهمداني وصفًا دقيقًا لسوق الأفلاج وآبارها ومياهها وحوانيتها، كما قدم الأصفهاني في "بلاد العرب" وصفًا موجزًا للسوق، ثم تناول الكاتب طرق القوافل العابرة للأفلاج بوصف هذا الإقليم مركزًا تجاريًا مهمًّا.
|