تناولت المقالة تاريخ تأسيس جامعة الدول العربية ودور المملكة العربية السعودية فيه، وهدف الكاتب إلى بيان الظروف التي أحاطت بهذا الحدث المهم، وأبعاده الدولية، ورجع للكتب والدراسات المنشورة عن تاريخ المملكة العربية السعودية، وإنشاء جامعة الدول العربية، ومذكرات أول أمين لها، وقد استهل مقالته بتوضيح الـظروف التاريخية التي انبثقت فيها فكرة إنشاء جامعة الدول العربية، والاتصالات التي دارت بين القاهرة وبقية العواصم العربية لعقد مؤتمر في الإسكندرية في الفترة بين 52 سبتمبر و 7 أكتوبر سنة 1944م، وتمخص المؤتمر عن بروتوكول الإسكندرية الذي أعلنت فيه الدول العربية اتفاقها على التعاون والتضامن في نطاق منظمة رسمية تحمل اسم جامعة الدول العربية، وتم التوقيع على ميثاق الجامعة في 22 مارس سنة 1945م، وضم أعضاؤها المملكة العربية السعودية، ومصر، وسوريا، والعراق، وشرق الأردن، ولبنان، واليمن، واختير عبدالرحمن عزام السفير في ديوان وزارة الخارجية المصرية، أول أمين عام للجامعة بناء على رغبة الملك عبدالعزيز، ثم تتبع الكاتب بدايات نشاط الجامعة، حيث ظهرت على مسرح الاتصالات السياسية الدولية لأول مرة حينما كلفت عبدالرحمن عزام بالدفاع عن قضايا العرب خاصة قضية فلسطين أمام الرأي العام في أوروبا، والذي أوحى بهذه الفكرة هو الملك عبدالعزيز رحمه الله، فسافر عزام إلى لندن كي يطلع الرأي العام فيها والحكومة البريطانية على حقيقة علاقات الدول العربية بعد تكوين الجامعة، والموقف العربي الموحد إزاء فلسطين، وعقد مجلس الجامعة الاجتماع الثالث في 2 ذي الحجة سنة 1364هـ وبحث في تنظيم أعمال النشر والصحافة والإذاعة في الجامعة، وكانت وجهة نظر المملكة العربية السعودية التي عبّر عنها خير الدين الزركلي أن للمسألة ناحيتين: دعاية لفلسطين، ودعاية للجامعة، وتقرّر وضع نظام في الأمانة العامة بشأن إدارة الصحافة والنشر والإذاعة، وتنسيق العمل لمكتبي إنجلترا وأمريكا العربيين تحت إشراف الجامعة، وقرّر المجلس اختيار لجنة للنظر في المقترحات الخاصة بالسياسة العامة للجامعة بالنسبة لفلسطين، وكُلِّف مندوب المملكة العربية السعودية ومندوب مصر، ومندوب لبنان بوضع مذكرة تلفت نظر بريطانيا والولايات المتحدة من خطورة استمرار الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وإجمالاً وقفت المملكة العربية السعودية دائمًا إلى جانب القضايا العربية ومناصرة قضايا الاستقلال الوطني لمصر، وليبيا، وسوريا، ولبنان، وحقوق شعب فلسطين.
|