تناولت المقالة تاريخ مكة المكرمة ووصفها وأسماءها التي منها مكة وبكة وأم القرى، وهي من أهم المدن الإسلامية المقدسة، وترتفع عن سطح البحر الأحمر بنحو ثلاث مئة وثلاثين مترًا، وتبعد عن جدة نحو ثمانين كيلاً. ويرجع تاريخ إعمارها إلى عهد إبراهيم ــ عليه السلام ــ الذي سكن نسله في الخيام والمضارب حتى عاد قصي بن كلاب من الشام في القرن الثاني قبل الهجرة فبنى فيها المسكن حول الكعبة، ومن ثم أخذ عمرانها بالتنامي والاتساع. وهي في واد ضيق وتحتضنها الجبال المنيعة، وقد ولد فيها النبي صلى الله عليه وسلم. وكانت مركزًا مهمًا لتجارة القوافل منذ ما قبل الإسلام، وقد هاجر منها النبي صلى الله عليه وسلم إلى يثرب عام 622م، ثم دخلها فاتحًا. ومناخ مكة شديد الحرارة، قليل الأمطار، وقد تتدفق إليها سيول المياه المنحدرة من الجبال المحيطة بالطائف، وكان عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ قد بنى في شمال مكة قناطر لحجز مياه تلك السيول عن المدينة وتصريفها من الجهة الشرقية نحو المسفلة إلى خزان " بركة الهاجن" حيث تستخدم مياهه للزراعة. وقد أمر الله ــ تعالى ــ إبراهيم بالهجرة بولده إسماعيل وأمه هاجر، فذهبوا إلى الوادي الذي فيه مكة والذي لم يسكنه أحد لعدم توافر الماء فيه. ولما عثرت هاجر على بئر زمزم الذي به أصبحت هناك حياة جديدة لهذا الوادي نزل الناس في المكان بموافقة هاجر، وكانت قد ابتنت لها بيتًا تأوي إليه مع ولدها إسماعيل هناك. وكان إبراهيم ــ عليه السلام ــ يتردد عليها قادمًا من فلسطين، وقد أمره الله ــ تعالى ــ بتطهير البيت وجعله مصلّى للناس، وأمره هو وإسماعيل أن يرفعا قواعد هذا البيت، وأمره الله ــ تعالى ــ أن يؤذن في الناس بالحج.
|