تناولت الدراسة سيرة الصنوبري وأثر الطبيعة في شعره، وقد رُجع في إعدادها إلى شعره ومعاجم التراجم التي تناولته فضلاً عن كتب النقد الأدبي، واستهلت ببيان جانبي الشعر في بلاط سيف الدولة الحمداني، والشعر عنه وهما: حروب سيف الدولة وانتصاراته وأمجاده، وطبيعة حلب الجميلة، وقد انعكس تصوير الجانب الثاني في شعر الصنوبري، أما الجانب الأول فانعكس تصويره في شعر أبي فراس والمتنبي. وإذا كانت الطبيعة قد عظمت في نفس الصنوبري واشتد إحساسه بها، فإن ذلك الإحساس قد أثر في تناوله للأغراض الأخرى التي عالجها ديوانه، وقد ركزت الباحثة على استجلاء أثر حب الصنوبري للطبيعة على تناوله لبعض الأغراض الأخرى لشعره من غزل، ورثاء، وفخر، ومديح. أما الغزل فقد كان أكثر أغراض شعره استيحاءً من الطبيعة، فالنرجس، والأقاحي، والزهر، والورد، والعناب، والبان مصادر غزيرة للصور التي يستمدها الشعر للمحبوبة، وقد كان للطبيعة خصوصية في التناول عند الصنوبري، وتظهر هذه الخصوصية من خلال المزاوجة البارعة بين جمال المرأة وجمال الطبيعة، وتثير الطبيعة عند الصنوبري معاني الهوى، وتستحضر في ذهنه مجالس الأحبة، ويمتزج الغزل بوصف الطبيعة امتزاجًا يجعل من المتعذر الفصل بينهما. أما بالنسبة للرثاء فقد صور الصنوبري في مراثيه الحزن واللوعة والأسى على فقد أفراد أهله وأحبته، وفي إحدى مراثيه جعل أمه الفقيدة روضته ودوحته اللتين انتزعتا منه. أما في الفخر فنجده يفخر بما يملك من رياض خضراء، وأنهار جارية، وديار متحضرة جميلة. وفي المدح يقدِّم لقصائده بالحديث عن الطبيعة بمظاهره المختلفة من أشجار ورياض وأطيار. وخلصت الباحثة إلى أن الصنوبري شاعر مأخوذ بجمال الطبيعة وقد رسمها في قصائده لوحات جميلة لونها بأحاسيسه.
|