تناولت المقالة فكر المستشرقين حول الإسلام لإبراز ما اعتوره من أخطاء وجهل وتحيز وتعصب. وقد استهلت بتوضيح العوامل المؤثرة في فكرهم وأهمها: محاولتهم فهم الإسلام على أنه دين لاهوتي خالص كالمسيحية، والإسلام دين ومنهج وحياة، وعلاقتهم بالسياسة الاستعمارية، وتقصير أدواتهم البيانية والثقافية عن فهم طبيعة الإسلام الجامعة التي تربط بين الروحي والمادي والدنيوي والأخروي، ويغلب أن تنجم أخطاء المستشرقين عن عجزهم عن فهم الوحي والنبوة، وإدراك الفرق بين الألوهية والنبوة. ثم تطرقت المقالة إلى التعريف بالمستشرقين وبداية الاستشراق الذي أرسيت قواعده منذ العصور الإسلامية المبكرة، ووجدت أصوله في أوربا في العصور الوسطى الإسلامية حينما كان المسلمون يحكمون أرجاء واسعة في شبه جزيرة إيبيريا (بلاد الأندلس)، وفي فرنسا وإيطاليا وصقلية وغيرها، وحين أقبل الأوربيون على الاقتباس من الحضارة الإسلامية، ودراسة علوم المسلمين وضعوا أسس الاستشراق، وقد اتخذ إقبالهم على الاستفادة من الحضارة الإسلامية شكلاً علميًا منظمًا، وتواصل أخذ المستشرقين عن الحضارة الإسلامية، وكانت الحروب الصليبية عاملاً مهمًا في تكثيف حركة نقل العلوم الإسلامية إلى الغرب ومقارنتهم بين الإسلام ودينهم. وأخذوا يولون الأهمية لدراسة العربية في العصر الحديث لخدمة أغراض الغرب التنصيرية والاستعمارية، فالتقت أغراض الاستشراق مع أغراض التنصير والاستعمار، ثم عرض دور المستشرقين في دراسة العقيدة والتاريخ الإسلامي، وتغلّب روح التعصب والعداء للإسلام والمسلمين على الكثير منهم، مما يستدعي رصد أنشطتهم والإحاطة بكتاباتهم والردّ عليها وإعلاء كلمة الحق والإسلام
|