تناول الكاتب تطور العملية التربوية في المملكة العربية السعودية وما صاحبها من تطور في الفكر التربوي، وهدف إلى الكشف عن أهم المؤثرات فيها، وأصالة الفكر التربوي المدروس، وقد رجع في دراسته إلى البحوث والمصادر التي تناولت التعليم في المملكة العربية السعودية، والدعوة السلفية، وتاريخ المملكة، يضاف إلى ذلك المراجع عن التربية، والوسائل التربوية وتطورها في البلاد العربية، واستهل بتوضيح تأثر العملية التربوية بالبيئة المحيطة بها، وموقع المدرسة على خارطة التربية بوصفها عنصر بناء للمجتمع، ثم تناول المنابع الإسلامية الأولى للفكر التربوي في المملكة العربية السعودية، وتطور هذا الفكر عبر عصور الدولة الإسلامية، فذكر أنه حين جاء العهد العثماني تركز التعليم في نجد في الكتاتيب والمساجد، ثم تناول الدعوة السلفية وأثرها التربوي، حيث قضى الشيخ محمد بن عبدالوهاب حياته يعظ ويرشد ويعلم ويبين للناس أحكام الدين، وعقيدة التوحيد، وقد نشرت دعوته بين أهل البلاد علومَ الشريعة والمعارف المتصلة بها من فقه، وتفسير، وسيرة، وتاريخ، ونحو وصرف...، وأصبحت الدرعية مركز إشعاع للعلم والمعرفة، تخرّج منها الكثير من العلماء والتلاميذ، وقد كان للدعوة السلفية فيما بعد أثر واضح في التعليم ومناهجه وأهدافه وخططه وسياساته في المملكة العربية السعودية، ثم تناول تطور التعليم في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، حيث أنشئت سنة 1344هـ مديرية عامة للمعارف، وفتحت المدارس لكل المراحل، ثم تحولت المديرية إلى وزارة للمعارف سنة 1373هـ، وعهد بمهام هذه الوزارة في ذلك الوقت إلى الأمير فهد بن عبدالعزيز، ثم تناول الكاتب تطور التعليم في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله-، حيث وضعت برامج التعليم ومناهجه وخططه بصورة علمية تواكب تطورات القرن العشرين، وكان أهم خصيصة له ارتكازه على الدين الإسلامي الحنيف والعناية باللغة العربية
|