دراسة لفترة من أحرج فترات القضية الفلسطينية، ولموقع المملكة العربية السعودية على خريطة الاهتمام؛ ونظرًا لأن الملك فيصل بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ كان أحد الزعماء المسلمين البارزين الذين عملوا بحكمة وصمت من أجل القضية الفلسطينية وكان من المعاصرين لها والمهتمين بها، فإن الكاتب قد قدم دراسة تحليلية لأقوال الفيصل وأعماله وسيرته فيما يتصل وبخدمة القضية الفلسطينية، وأهم أهداف الدراسة: بيان الأطوار التي مرّت بها القضية الفلسطينية ومتابعة المنهج الفيصلي عن طريق استعراض تحليلي لأقوال الفيصل وأعماله من أجل فلسطين وتحريرها. وتنطلق الدراسة من افتراضات بأن أطماع الصهاينة لا حدود لها، وتمثل خطورة على الدول العربية، وأن المملكة العربية السعودية تدرك أخطار الصهاينة، وأن سياسة المملكة تجاه قضية فلسطين واضحة وصريحة وأنها تحملت منذ البداية مسؤولياتها نحوها بأمانة وإخلاص بحكم مكانتها الدينية والعربية، وأن مهارة الفيصل السياسية الفائقة وكفاحه من أجل فلسطين كانت سندًا للصمود العربي ودعمًا له. وقد استهلت الدراسة بتناول تاريخ فلسطين منذ هجرة الكنعانيين إليها من شبه جزيرة العرب منذ نحو 3500سنة ق. م.، ثم فتح المسلمين لفسلطين سنة 637م. وعلاقات بريطانيا بالدولة السعودية منذ إبرام معاهدة العقير سنة 1915م بين الإمام عبدالعزيز آل سعود ــ رحمه الله ــ وبينها؛ ثم تابع الكاتب مواقف الدولة السعودية من القضية الفلسطينية ومناصرتها لحقوق الفلسطينيين، ومواقف الفيصل الثابتة إلى جانب حقوق العرب في فلسطين، ومساعيه لإعادتها إلى أصحابها الشرعيين؛ وقام بتحليل مواقف الفيصل في لقاءات المسلمين في مواسم الحج، وفي مؤتمرات القمة العربية، وفي المؤتمرات الإسلامية، وانتهى إلى نتائج مهمة أوضحت أبعاد الخطر الصهيوني والمخططات التوسعية لليهود في بلاد العرب، ومواقف المملكة العربية السعودية لدعم الفلسطينيين واستعادة حقوقهم في وطنهم، ومساعي الفيصل في هذا الصدد إيمانًا منه بوجوب مناصرة مسلمي فلسطين وتحرير فلسطين والقدس التي تحتضن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
|