العنوان : التأريخ بحساب الجمل من واقع نص تذكاري لعمارة مسجد الإجابة بمكة المكرمة في عهد السلطان أحمد الثالث | ||
المؤلف : محمد بن فهد الفعر | التنصنيف : البحوث | |
درس الباحث نصًا منقوشًا على الجانب الداخلي لمحراب مسجد الإجابة بمكة المكرمة، ويرجع تاريخيًا إلى عصر السلطان أحمد الثالث، وهو مؤرخ بحساب الجمّل سنة 1124هـ. ويعد حساب الجمل من الطرق التي استخدمت في النقوش الأثرية وفي اللوحات التأسيسية أو التجديدية خاصة، ومما يكسب النص أهمية ذكره لعمارة مسجد الإجابة في عهد السلطان أحمد الذي لم يشر إليه مؤرخو مكة أو غيرهم، مما يعدّ إضافة إلى الإصلاحات المعمارية لسلاطين آل عثمان في مكة، فضلاً عن تعريفه بإحدى الطرق المستخدمة في حساب الجمّل، ويظهر في النقش مدى التزام ناقش النص بشروط مقنني حساب الجمّل. وقد نقش النص على لوح من الرخام بالخط النسخي، وبعداه 70*21 سم، والنص هو : أيا زايـــرا قــم بالــدعا مخلـصًــــــــــا لمن بناه وأرخ كلما رحــــت منـشدا لقد عمر السلطان أحمد مسجدا وجـــوزي بــــه أجــــــــرًا جزيلاً موبدا وقد قام الباحث بتحقيق الأسماء والألقاب والوظائف الواردة بالنص وما ذكره المؤرخون عن مسجد الإجابة، خاصة الأزرقي والفاكهي وهما من مؤرخي القرن الثالث الهجري، وتقي الدين الفاسي المتوفى سنة 832هـ، وهو يُعَدّ خير من أعطى وصفًا تفصيليًا لمسجد الإجابة، وقد بلغت مساحة مسجد الإجابة في عصر الفاسي مئة متر مربع. أما حساب الجمّل فإنه يعرف بالتاريخ الشعري، حيث يُسجّل للحادثة تاريخ في آخر شطر من القصيدة، وعرف بالتاريخ الحرفي. وقد عُرض تاريخ ظهور حساب الجمّل واستخدام المسلمين له منذ القرن الأول الهجري، وعُرّف بالشروط الواجب توافرها في حساب الجمّل، وقيم الحروف في حساب الجمّل، ودُرس نصّ النقش المبحوث على ضوء الشروط المذكورة. وانتهى الباحث إلى أنّ النص مؤرخ بحساب الجمل فقط، وهو أمر قليل الحدوث نسبيًا في نصوص الحجاز العثمانية. |