تعدّدت مهام المعلم في المدرسة الحديثة بحيث شملت تقديم الدروس، ونقل الحقائق والمعلومات إلى التلاميذ، وكذلك إجراء البحوث الحقلية والميدانية التي تساعده في التعرف على ما يواجهونه من المشكلات، وما يطمحون إليه من غايات ويحتاج المعلم إلى معرفة أثر طرق التدريس التي يتبعها على تحصيل تلاميذه، وكذلك معرفة مدى مواءمة المناهج ومحتواها مع مستويات التلاميذ العقلية، وتحديد العوامل النفسية والصحية والجسمية المؤثرة في تحصيلهم وقد يعمل المعلم على دراسة أسباب تقدم أداء التلاميذ أو تأخرهم، أو بحث علاقة الذكاء بالتحصيل، أو أثر الخلفية الاجتماعية الاقتصادية في تحصيلهم؛ ولهذا بات من الضروري أن يلمّ معلم المدرسة الحديثة ورجل التربية الحديثة بمناهج البحث العلمي وتطبيقاتها التربوية، واستثمار نتائج البحوث التربوية في تحسين سير العملية التعليمية وانتظامها وتطورها ومواكبتها لمتطلبات الحياة المعاصرة؛ وذلك لأن العملية التعليمية عملية نامية وديناميكية. ومن أسس البحث العلمي اتباع خطواته المنطقية ابتداءً من تحليل المشكلة، ووضع الفروض أو الفرضيات المتصلة بتفسير المشكلة والعلاقات بين متغيراتها وحلها، ويُتوخّى أن تكون الفروض عملية قابلة للقياس والتجريب دقيقة، وجمع المعلومات من مجتمع البحث أو عينة منه تختار بطريقة علمية، بحيث تمثل مجتمع البحث تمثيلاً صادقًا، فيكون حجم العينة مناسبًا ممثلاً لمجتمع البحث، وتحليل المعلومات عن المتغيرات المدروسة واستخدام الطرق الإحصائية في معالجة البيانات ومقارنتها وإيجاد الدلالات الإحصائية لقيم الارتباط الإحصائي بين المتغيرات، والخروج بنتائج من شأنها أن تسهم في حلّ مشكلات التلاميذ وتطوير المناهج وتحسين طرق التدريس .
|