العلامة الشيخ عثمان بن بشر، صاحب كتاب (عنوان المجد في تاريخ نجد) الذي قدم من خلاله رصدًا أمينًا لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية التي ساندها الأئمة من آل سعود، وكغيره من الكبار الرواد الأمناء لم يسلم هذا العلم المؤرخ من انتقاد بعض الكتاب والباحثين للنيل من موثوقيته ومصدريته، وما قولهم إن ابن بشر اعتمد على محمد الفاخري وحمد بن لعبون إلا لتجريده من مصدريته، وترجيح كفة غيره من المؤرخين عليه. لكن يبقى الشيخ ابن بشر - رحمه الله - أحد رموز التاريخ السعودي، وواحدًا من المخلصين الذين عرفوا لأئمة الدعوة الإصلاحية قدرهم، فكان أمينًا في رصد تاريخهم وكتابته، بل كان متحمسًا عن حق وعلم، لا عن عصبية أو هوى. لقبه المؤرخ محمد جلال كشك بشيخ المؤرخين السعوديين، وعرفانًا بفضله على التاريخ السعودي أهدى إليه كتابه (السعوديون والحل الإسلامي)، حيث قال: "الإهداء إلى المؤرخين الجليلين: عبدالرحمن الجبرتي وعثمان بن بشر، حفظا التاريخ فحفظهما". ويبقى تاريخ ابن بشر - رحمه الله - (عنوان المجد في تاريخ نجد) حسب شهادات المحققين المنصفين من الباحثين في التاريخ أهم كتاب أرخ للدولة السعودية والجزيرة العربية في العصور الحديثة، يقول المؤرخ الدكتور عبدالله العثيمين: "فإن أهمية تاريخ ابن بشر تبرز في ثلاثة أمور: أولاً: أنه دوّن حوادث وقعت قبل تلك الدعوة في نجد وما حولها؛ ابتداء من سنة 850هـ/ 1446م. ومع أن هناك مقتطفات تاريخية لعدد من النجديين عن تلك الفترة فإن ما كتبه ابن بشر أوفى من غيره وأكثر تفصيلاً.
|