تتنوع محتويات مكتبات المخطوطات غالبًا من جهة الحجم بين المجلدات ذات الأجزاء، والمخطوط الواحد المتوسط، والكبير الحجم، والرسائل والمتون الصغيرة، والمجاميع ثم الأوراق المفردة، وهي سمة تشترك فيها غالب المكتبات الخطية، ومنها المكتبة الخطية المحلية. والورقة تطلق ويراد بها الصفحة اليمنى والصفحة اليسرى التي تقابلها، فالصفحة نصف ورقة، ويراد بالورقة أيضًا وجه الصفحة وظهرها(1). ومرادي بالورقة المفردة هنا وجه الصفحة وظهرها المكتوبة بخط اليد في موضوع واحد مستقل من بدايته إلى نهايته، من مخطوط أو وثيقة. والمخطوطة ما كتب بخط اليد في فنون العلم المختلفة(2). والوثيقة التاريخية الخطية: ما كتب بخط اليد من مدوَّن يتضمن معلومات ذات قيمة تاريخية، أو اقتصادية، أو اجتماعية، أو سياسية(3). والورقة المفردة في المكتبات الخطية لضآلتها مقارنة بكتب المخطوطات عرضة للإهمال والتلف والضياع، والإعراض عنها في الحفظ والاطلاع والفهرسة، وعند انتقال المكتبة أو تسليمها لإحدى الجهات المختصة. أما المخطوطات فغالبها تكون في عدة أوراق على هيئة كتاب، ولكن قد تأتي في ورقة واحدة، مثل الإجازات العلمية، والفتاوى، والمنظومات الشعرية، والخطب، والنبذ في التاريخ والأنساب، والتراجم، وهذا يكثر في المكتبات الخطية المحلية. أما الوثائق الخطية فغالبها تكون في ورقة واحدة؛ لأن موضوعها لا يحتمل أكثر من ورقة، ولأنها تكون في الغالب في إثبات الحقوق، فلأن تكون في ورقة واحدة أسلم لها من الزيادة والنقصان، أو الشك في صحتها. بدايات الورقة الخطية المفردة ونهاياتها: تبدأ الورقة المفردة بتوسط البسملة في أعلى الورقة بعد ترك فراغ من أعلاها بمقدار سطرين تقريبًا، وقد تكتب بالبسملة كاملة، أو (بسم الله) اختصارًا. ثم الحمدلة أو ذكر عنوان، وربما يبدأ باسم الإشارة (هذا) أو (هذه)، مثل (هذا ما كتبه فلان) أو (هذه رسالة في...). وإن كانت الورقة إجازة علمية فيبدأ صاحبها بذكر فضل العلم والعلماء، وبعد لفظة (بعد) يذكر اسم المجاز بعد وصفه بالعلم والنجابة، وقد يستهل الإجازة بالحمد والثناء على الله، ثم يذكر العالم أنه لم يصل إلى مرتبة منح الإجازة على سبيل التواضع وهضم النفس(4). وفي الفتاوى يأتي السؤال أولاً، ثم اسم الشيخ المجيب، وأحيانًا تأتي الفتوى دون ورود السؤال. وربما جاءت ورقة الفتاوى في صيغة رسالة متبادلة (من فلان إلى فلان) إذا كان السائل من أهل العلم والفضل، ويصاحب مثل هذه الفتاوى جوانب شخصية من السؤال عن الأحوال، وإبلاغ السلام للأبناء والمشايخ والأمير، وهذا كثير في رسائل علماء الدعوة التجديدية.
|