العنوان : دراسة اقليمية لمنطقة تبوك
المؤلف : خالد سعيد الدريس التنصنيف : البحوث

قام الباحث بهذه الدراسة الإقليمية لمنطقة تبوك للكشف عن قيمة تبوك من الناحية الجغرافية والإستراتيجية؛ وقد استهل بتناول تبوك في التاريخ، فأشار إلى أنها كانت جسرًا يربط جزيرة العرب والشام ومصر، وتقع في أحضان أرض متميزة على الجبهة السعودية الشمالية في شمال غرب الجزيرة العربية، ويتجلى هذا التمييز من حيث شكل السطح العام ومن حيث وفرة المياه الجوفية، والمكان الذي يحتضها هضبة الحسمة، ويتميز موقعها بأهمية إستراتيجية؛ وكانت تبوك نافذة من أهم المنافذ التي عبرت منها قبائل وبطون عربية، وقد تحركت هذه القبائل قبل الإسلام تحت تأثير الضاغط الاقتصادي في مواطنها، وكانت تبحث عن رحلة ميسرة بأقل قدر من المشقة، وأن تتطلع إلى حياة أفضل في أرض أوفر مطرًا وأقل شمسًا من مواطنهم في قلب الجزيرة العربية، وقد شهدت تبوك هذه الهجرة في أعقاب الغزو الإسلامي لكل من الشام ومصر، ثم تناول الكاتب تبوك العتيقة، فأورد أنه انطلاقًا من إستراتيجية الموقع سعت السلطة في جزيرة العرب من ناحية، وفي الشام من ناحية أخرى للسيطرة على موقع بلدة تبوك، وكان المطلوب أن يتحمل الاستقرار في موقع بلدة تبوك وطأة هذا الموقف الصعب، وعلى زمن ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي، كانت سلطة الروم في أرض الشام هي الغالبة، وكان طبيعيًا أن تسيطر تلك السلطة على بلدة تبوك، وأن تتخذ منها مركزًا متقدمًا يعمل لحسابها، وقد استشعرت دولة الإسلام الخطر على الإسلام من وجود الروم، وما كان من المستبعد أن تكون تبوك وقتذاك الباب الذي يمكن أن يلج منه الخطر، ومن هنا توجه قرار الجهاد في سبيل الله مستهدفًا غزو تبوك، وانطلقت القوة المؤمنة بقيادة رسول صلى الله علية وسلم في شكل من أشكال الحرب الوقائية بقصد تحرير الأرض والناس، وبدأت تبوك مرحلة جديدة من حياتها في العهد الإسلامي، ثم تحدث الباحث عن تبوك المعاصرة التي عملت المملكة العربية السعودية على أن تكون قاعدة عسكرية كبيرة، وقد شملتها النهضة في جميع النواحي من عمران ومواصلات ومرافق وزراعة وقد أنشئ فيها مطار حديث فارتبطت تبوك جوًا وبرًا بسائر أنحاء المملكة، وقد زاد عدد سكانها كثيرًا واتسع النطاق السكني العصري فيها لاستيعاب القادمين للاستقرار فيها.

البحث فى المجلة