تناولت المقالة حول أثر الجوانب الإيمانية والنفسية والسلوكية في الشفاء، من خلال واقعة بطلها الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، حين أصابته رصاصة في جسمه وهو يخوض إحدى معاركه، فجاءه الطبيب ومعه المشرط والأدوية، فأخذ المشرط بنفسه واستخرج الرصاصة بثقة وثبات وشجاعة وعزيمة، وناقش الكاتب مفهوم العزيمة وما يتضمنه من معنى الصبر، واستشهد بما ورد في قول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {فّاصًبٌرً كّمّا صّبّرّ أٍوًلٍوا پًعّزًمٌ مٌنّ پرٍَسٍلٌ} الأحقاف - 34، ثم عمد على أن يترجم مفهوم العزيمة إلى مضمون فسيولوجي، فأورد أن الغدد الصماء الحية تفرز مواد منشطة وتفاعلات كيماوية، ويتبعها أثر بارز في تكوين أنسجة الجسم وخلاياه الحية، ثم إن الأنسجة والخلايا تُبدي ردود فعل تكون متباينة في حالات هدوء النفس عنها في حالات كربها، وأنه كثيرًا ما تطغى على تصرفات الإنسان الخارجية أنواع من السلوك الفردي الظاهر تتعدد تبعًا للتكوين النفسي الداخلي، واستعداداتها؛ ثم انتقل الكاتب لتحليل بعض أبعاد شخصية العربي ابن الصحراء، وكيف كان ينظر إلى أمور الحياة نظرة واقعية طبيعية مستمدة من الحرية الفطرية، فأشار إلى أن تكوينه النفسي والجسماني يتعامل مع المحيط وفطرة البيئة الموروثة معاملة واقعية بحتة، وينظر للآفات والآلام بصفتها سفاسف أو أمورًا ليست بذات أهمية، وبيّن ما كشفته نتائج أبحاث العصر الحديث من أن الآفات والأمراض في المجتمعات البشرية ليست علامة من علامات الحضارة والمدنية، وأن كل الابتكارات المضادة لها من العقاقير والعلاجات ووسائل الشفاء ليست هي الأخرى مقاييس أو معايير للتقدم أو التطور البشري؛ كما بيّن أن آلام الحس في العصر الحديث قد أصبحت هي الداء العياء لأجسام الأمم والشعوب، وكان قهر الرجال في الماضي هو آفة الآفات للعقول والنفوس والأجسام، واستشهد بأقوال للعرب توضح أنهم جعلوا من أنفسهم شفاء للنفوس العليلة، وجعلوا منها عزائم للنفوس القوية والأبدان الهزيلة.
|