دراسة لأوضاع الزعامة في مكة المكرمة في الدور المدني من الدعوة، خاصة بعد معركة بدر الفاصلة، وهدفت إلى إيضاح العوامل التي أسهمت في تقدم مكانة أبي سفيان وتصدره لمجتمع قريش في فترة الدراسة، والكشف عن أبرز أعوانه ومساعديه، وطبيعة العلاقة بين الزعيم والأعوان، وأنشطة الزعامة الداخلية، والتعرف على أساليب الزعامة في إدارة الحرب مع الدولة الإسلامية الناشئة. وقد استهلت بتناول أهم سمات مرحلة الدراسة، وظهور زعماء جدد في مكة بعد غزوة بدر ومقتل أبرز زعماء قريش فيها، وكان من أبرزهم أبو سفيان بن حرب، وقد ركزوا جهودهم نحو توحيد صفوف أهل مكة وتكوين جبهة قوية تقوي مركز الزعامة في إدارة الصراع مع المسلمين وحماية المصالح الاقتصادية لقريش. ثم تناول الباحث سيرة أبي سفيان وحياته وزعامته التي برزت بعد غزوة بدر من قيادة قوافل قريش إلى قيادة قريش، ومما أسهم في تقدم مركزه قياديًا مقتل عدد من سادة قريش، ومكانة أبي سفيان عند بني عبد مناف النواة الأساسية لقريش، ومواهبه الخطابية، وأنشطته التجارية والاجتماعية، وإنقاذه العير، وفشل نظام الزعامة الجماعية في مكة في إدارة الحرب في بدر، ثم ناقش صفات الزعيم في أبي سفيان ومنها بعد نظره وصدقه. وعرَّف بأعوان أبي سفيان الذين ساندوه في إعداد قريش لحرب المسلمين ومنهم صفوان بن أمية الجمحي، وعكرمة بن أبي جهل وضرار بن الخطاب وهند بنت عتبة زوجته. وناقش دور الزعامة في إدارة مكة، خاصة في إدارة المجتمع القرشي، وتوثيق العلاقات مع القبائل المجاورة لمكة، ومواجهة التحديات الاقتصادية، وقيادة الحرب ضد المسلمين. ثم بحث في نتائج حرب قريش مع المسلمين وآثارها على الزعامة في مكة، خاصة بعد انسحاب جيش أبي سفيان ورجوعه إلى مكة عام الخندق، حيث شعر أهل مكة بعدم الاطمئنان وضعف الثقة لفشل التحالف بين قريش واليهود والقبائل العربية، وفشل زعامة مكة في الثأر من المسلمين، والخسائر التي أصابت المشركين من جراء الصراع مع المسلمين، وتراجع الاقتصاد المكي.
|