تناولت المقالة تاريخ نجد وأوضاعها في الفترة الممتدة من القرن العاشر الهجري حتى ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وهدف الباحث إلى بيان الأوضاع الاجتماعية القبلية والسياسية التي كانت تسود في نجد في فترة الدراسة، وقد رجع إلى المصادر التي عالجت تاريخ نجد والدولة السعودية، يضاف إلى ذلك إلى مراجع الشعر النبطي ذات الصلة، وقد استهل ببحث الأوضاع السياسية، وتفرق زعامة البلدان النجدية في تلك الفترة بين قبائل عربية مختلفة، وتبوُّؤ قبيلة تميم مركزًا قويًا بينها نظرًا لكثرتها العددية من ناحية، ونزعتها الاستيطانية المعهودة من ناحية أخرى، ومن الأمراء الذين كانوا منتمين إلى هذه القبيلة أمراء العيينة التي كانت أقوى مدن نجد في ذلك العهد، وأمراء ثرمداء، وروضة سدير، وبريدة، ثم تطرق إلى الأسر العربية والإمارة، فبعضها اشترى مكانًا وقرّ وساد فيه كما حدث بالنسبة إلى العيينة، وبعضها وصل إلى الإمارة بالقوة، بالاستيلاء على البلدة وانتزاع سيادتها من أهلها، مثل انتزاع آل حنيحن الدواسر البير من سبيع سنة 1015هـ، وأخذ الهزازنة نعام والحريق من سبيع سنة 1040هـ، وكثيرًا ما تكون الإمارة في الأسرة وراثية تقليدية ما لم يعهد بها إلى شخصية معينة من الأسرة بترجيح منها، وقد تثور الصراعات على السلطة داخل الأسرة، وقد يشمل الصراع أقرب الأقرباء، كما حدث سنة 1101هـ حيث قتل إبراهيم بن وطبان أخاه مرخان في الصراع على زعامة الدرعية، وفي سنة ????هـ اعتقل أولاد عثمان بن نحيط أمير الحصون ونفوه منها بتشجيع من أمير جلاجل، بل قد تشترك أسر مختلفة داخل البلدة الواحدة في الصراع على السلطة كما حدث لآل مزروع حين أخذ منهم الدواسر رئاسة منفوحة سنة 1095هـ، وقد تعاقبت الإمارات النجدية فترات ضعف وقوة وكانت إمارة العيينة أقواها، وكانت علاقة الحاكم برعيته متباينة ما بين أمير وأمير، ثم ناقش الكاتب عناصر الزعامة السياسية في بادية نجد، وعلاقة كل قبيلة بأخرى فيها، نفوذ القبائل وحروبها، وتحالفها ضد بعضها أحيانًا
|