تكمن أهمية هذه الدراسة في إبراز دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي بصفتها أول مدرسة في الإسلام، وتحديد موقعها بصورة علمية دقيقة تستند على الخرائط القديمة والحديثة، فضلاً عن تتبع تاريخ عمارتها، ووصفها من الناحيتين التخطيطية والمعمارية، ووضع مساقط وقطاعات لها من خلال أوصاف المؤرخين والرحالة، كما تهدف هذه الدراسة إلى تصحيح بعض المعلومات التي وردت عند بعض المؤرخين والرحالة أيضاً، وذلك من خلال المحاور الرئيسة الآتية: أولاً: اسم الدار أول ما عرفت به هذه الدار من الأسماء "دار الأرقــم بن أبي الأرقـم المخزومي"، نسبة إلى صاحبها زمن الرسول [ الصحابي الجليل الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي(1) الذي يكنى أبا عبدالله، من قدماء الصحابة وكبارهم، وهو عبدمناف بن أسـد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم(2)، وأمه أميمــة بنت الحارث بن حبالة بن عمير بن غشبان من خزاعة، وخاله نافع بن عبدالحارث الخزاعي عامل عمر بن الخطاب ] على مكة المكرمة(3). من السابقين إلى الإسلام، أسلم بعد عشرة أنفس(4)، وقيل: أسلم بعد ستة أنفس(5)، والرأي الأول هو الأرجح بإجماع عدد غير قليل من المؤرخين، وبذلك فهو يأتي في المرتبة الحادية عشرة بين السابقين إلى الإسلام. كان من أوائل المهاجرين إلى المدينة المنورة، وشهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله [(6).
|