لم تكن مكة المكرمة في يوم من الأيام بمعزل عن العالم، فقد كانت قبل الإسلام على اتصال بالعالم الخارجي؛ لما تحظى به من مكانة دينية وتجارية، إذ اكتسبت أهميتها الدينية منذ بناء الكعبة على يد إبراهيم \، حيث كان العرب في جاهليتهم يحجون إليها تعبدًا(1). وكانت مركزًا تجاريًا بفضل موقعها على الطرق التجارية القديمة التي كانت تربط جنوب الجزيرة العربية بالشام والعراق وفلسطين ومصر(2). ومع بزوغ شمس الإسلام زادت أهمية مكة المكرمة الدينية والتجارية، فبدأ المسلمون يحجون إلىها استجابة لنداء الحق عز وجل في قوله: {$ّأّذٌَن فٌي پنَّاسٌ بٌالًحّجٌَ يّأًتٍوكّ رٌجّالاْ $ّعّلّى" كٍلٌَ ضّامٌرُ يّأًتٌينّ مٌن كٍلٌَ فّجَُ عّمٌيقُ}(3). ومع تزايد رقعة الدولة الإسلامية وانتشار الإسلام في جميع أجزاء الجزيرة العربية وبلاد الرافدين والشام وآسيا وأفريقيا، زادت أعداد الحجاج بشكل مطرد؛ الأمر الذي أدى إلى ضرورة العناية بالدروب التي يسلكها الحجاج للوصول إلى الأراضي المقدسة.
|