تناولت المقالة الشعر العربي في المملكة العربية السعودية لتوضيح "بعض العوامل المؤثرة في تطوره، وبعض الأغراض والظواهر التي تستقطب اهتمام الشعراء، والتي تمثل أهم تياراته شكلاً ومضمونًا"؛ وقد رجع إلى دواوين الشعر السعودي وما كتب عنه. وقد استهلّ بالحديث عن فن الشعر، ومكانته في حياة العرب الثقافية، ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم للحسن منه في قوله: "إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة". ثم تتبع حركة الشعر في المملكة العربية السعودية خلال هذا القرن، ورأى أن شعراء المملكة لم يستطيعوا الانعتاق من رتابة الأغراض والمضامين التقليدية للشعر من مديح وهجاء وغزل ورثاء ورسائل إخوانية ووصف... حتى الثلث الأخير من هذا القرن الذي شهد بداية النهضة التعليمية الشاملة التي عاشتها وتعيشها المملكة، فكان لا بد للشعر والتعليم أن يتواكبا وينفعلا ببعضهما، حيث إن العلم وليد التجارب والعقول، والشعر وليد الوجدان والشعور. وأشار إلى أثر الثقافة العامة في الشعر، وقد اكتسبها الشعراء السعوديون مما أخرجته مطابع العالم العربي من مجلات وكتب ودواوين شعرية للشعراء الرواد والمجددين والمهجريين. ثم أشار الكاتب إلى العوامل الأخرى التي أثرت في الشعراء السعوديين وبخاصة الأحداث والقضايا العربية كقضية فلسطين التي انعكست في تصوير الشعر لنكبة الشعب العربي المسلم في فلسطين الذي شرّد وعذّب، ورأى أن الشعر على امتداد الوطن العربي لم يكن في مستوى النكبة؛ وقد رأى أن الشعر السعودي الذي قيل فيها يتضح فيه التجذر الإسلامي إذ كانت نظرة الشعراء السعوديين للقضية الفلسطينية نظرة تنبع من التصور الإسلامي للمأساة، كما بين أثر مجموعة من العوامل السياسية والإعلامية والثقافية على الشعر السعودي، ومن نتائجها مثلاً ظاهرة الشعر المنثور الذي يتميز عنه الشعر الحر باعتماده التفعيلة التي تعد حاضنة الموسيقا الشعرية، وأخذه بالقافية من غير تقيد بالقافية اللازمة في كل بيت، وانتهى إلى ذكر أهم المضامين التي طرقها الشعراء السعوديون مع مقتطفات توضحها.
|