تناولت الدراسات التاريخية الحديثة للخليج العربي تاريخ أبو ظبي؛ إلا أن معظمها لم يستفد من الوثائق العثمانية، حيث ركزت أغلبها على استخدام الوثائق البريطانية وبعض الوثائق البرتغالية، وذلك لأسباب عدة، يأتي على رأسها أن الوثائق العثمانية في السابق لم تكن متاحة بمثل ما هي عليه اليوم من تسهيل لإجراءات الاستفادة من أرشيف رئاسة مجلس الوزراء (الأرشيف العثماني) بإسطنبول. ولذا تسعى هذه الدراسة للاعتماد على وثائق الأرشيف العثماني فقط، لعرض ما تضمنته الوثائق العثمانية من شؤون اقتصادية واجتماعية وسياسية تتعلق بإمارة أبو ظبي، إضافة إلى التعرف على سياسة الباب العالي ومحاولاته تأكيد نفوذه في المنطقة، وصورة هذا النفوذ من حيث القوة والعجز أمام النفوذ البريطاني المتصاعد في الخليج العربي، وأثر هذا الصراع على النفوذ في تاريخ المنطقة.
|